رأى عينيه محمرتين ثقيلتين بالخمار. أدرك في الحال صعوبة مهمته، ولكن كيف يتصرف وهو يعلم أنه يستيقظ في الضحى، وأنه - قرة - يفتح المحل في الصباح الباكر، وأن حجرة الإدارة لا تتسع لمثل هذا الحديث؟ - ماذا أيقظك؟
فمضى به إلى حجرته. ارتمى على ديوان وهو يقول في حذر: موعظة الفجر؟
فتجاهل سخريته وقال برقة: عندي حديث هام أرجو أن يتسع له صدرك يا رمانة. - حقا؟! - هذا مؤكد!
فقال بتربص: تحت شرط ألا يكون له علاقة بالأخلاق! - لا شيء مقطوع الصلة بالأخلاق.
فقال بعناد: أرفض الاستماع. - صبرك. ليس كما تتصور. إنه أمر يهمك أكثر مما يهمني، ولا يمكن إهماله. - أثرت فضولي؟
فوضع راحته على منكبه برقة وهمس: إنه يتعلق بعزيزة!
تراجع رأس رمانة كأنما ضرب بحجر وتمتم: عزيزة؟! - كريمة إسماعيل البنان. - لا أفهم شيئا، ماذا تريد أن تقول؟!
فقال بهدوء ناعم وقوي في آن: عليك أن تتزوج منها، وفي الحال!
أزاح اللاثة عن رأسه. تخلص من راحة أخيه بهزة من منكبه وقال بحدة: لا حياء! أين الحياء؟! كيف اتصلت بك؟! - لا يهم، المهم أن نمنع وقوع مأساة.
فقال بسخرية: لا مأساة إلا في خيالك! - أعتقد أنها مأساة حقيقية.
Shafi da ba'a sani ba