188

47

عقب اختفائه بدقائق سمعت صرخة عصفت بجذور قلبها. اندفعت من الدكان مجنونة، فرأت وحيد يتمرغ في التراب مخضب الوجه بالدماء. وعن بعد ثمة غلمان يجرون فزعين. تجاهلت مضطرة الجناة، ورفعت ابنها بين يديها وهي تصوت، ولما تفحصت وجهه صرخت بأعلى صوتها: ضاعت عين الولد !

48

سحب الهموم تراكمت. أمطرت قلقا وكآبة، وحلت بالأركان الضجر. تجلت همسات الإغراء مثل قوس قزح.

49

أمام الدكان وقف دوكار. نهضت محاسن مستطلعة. غادر الدوكار كهل ثم شاب، يرفلان في عباءتين من وبر الجمل. أقبلا عليها والكهل يقول متسائلا: ست محاسن؟

أجابت بالإيجاب، فقال الكهل: أنا خضر سليمان الناجي عم زوجك سماحة، وهذا شقيقه رضوان.

خفق قلبها بعنف. قدمت لهما مقعدين وقلبها يخفق. وتمتمت: أهلا بكما، وشرفتما.

فقال خضر: كان ينبغي أن نتعارف من قبل ولكن الأخبار لم تتسلل إلينا إلا أمس! - أفهم ذلك جيدا.

همت أن تقول إنها عرفت عنهما الكثير، ولكنها سرعان ما عدلت عن ذلك.

Shafi da ba'a sani ba