156

وحزن خضر حزنا عميقا، وعانى مرارة الخيبة والمهانة. وقال لابن أخيه: إنك تمرغ ذكرى الناجي والسمري والشوبكشي في التراب!

فقال له سماحة: رأسي مليء بالآمال يا عمي. - ماذا تعني يا سماحة؟ - سوف يرجع عهد الناجي ذات يوم إلى أصله!

فتساءل خضر جزعا: هل تراودك فكرة الفتونة؟

فقال بثقة: لم لا؟ - ولكنك لا تملك القوة الكافية.

فقال بحرارة: هكذا ظن بشمس الدين! - ولكنك لست شمس الدين.

فقال: عندما يحين وقت المعركة.

فقاطعه خضر: احذر الفللي، إنه شيطان ماكر، احذر أن تجرفنا مغامرتك فتلقي بنا في الهوان والضياع.

وقال له شقيقه رضوان: أقلع عن طموحك. للفللي مائة عين. لقد طواك تحت جناحيه حتى لا تغيب عنه حركة من حركاتك.

فابتسم سماحة، وتجلت الأحلام في عينيه مثل حمرة الغسق.

4

Shafi da ba'a sani ba