Jakar Shudi
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Nau'ikan
وما كاد يشفى حتى ورد إليه كتاب من صديقه اللورد روبرت بنتن هذا نصه:
عزيزي إدورد
سنقضي يوم بعد الغد كله في «مونتمار»، ولكي نستوفي كل سرورنا نلتمس أن تكون معنا، فإن لم يتعذر عليك ذلك هيا إلينا الساعة الثامنة صباح الغد إلى قصر كنستون حيث نركب جميعا، ولي الأمل أن نستعيض من عشرتك ما فاتنا في الحفلة السابقة.
روبرت بنتن
فطوى إدورد الرسالة وجعل يفكر، هل يعرضها على خاله ويستأذنه بتلبية الدعوة، أو يكتم أمرها ويذهب في الموعد المعين من غير علمه وعلم أليس؛ ذلك لأنه صمم أن يذهب على أي حال، ولا يدع رادعا يردعه البتة. وأخيرا رأى أن من الجبن أن يكتم أمر الدعوة ويذهب سرا، وأن خاله مهما كان له من الفضل والسيادة عليه فلا حق له أن يستبد في تدريبه ويتحكم بأمياله وعواطفه، ولا سيما لأنه لا يأتي أمرا فريا في مصاحبة أسرة شريفة كأسرة اللورد بنتن. وقرر في باله أنه إذا صادف تعنتا من خاله جادله غير هياب، وفي الحال نهض وذهب إلى غرفة المستر هوكر، وكان الوقت صباحا والمستر هوكر لم ينزل من البيت بعد، فدفع إليه الرسالة وقال: خالاه! اقرأ هذه الرسالة إن كنت تشاء.
فقرأها المستر هوكر وهو يخفي غيظه الذي كان يتقد في صدره، ثم أرجعها قائلا: «وماذا؟» - لا أرى بدا من تلبية الدعوة.
فهز المستر هوكر كتفيه، وأدار وجهه إلى حيث كان متجها أولا، فعاد إدورد يقول له: ألا تستصوب أن ألبي الدعوة؟! - قلت لك رأيي في المرة السابقة، فهل نسيت؟ - كلا لم أنس، ولكني لا أرى بدا من تلبية الدعوة لأن الآداب تقضي بذلك، ولا سيما لأني لم أزر صديقي بعد تلك الحفلة كما تقضي أصول المجاملة . - إذا لم تر بدا من ذلك فافعل ما تشاء.
رأى إدورد أنه إذا ختم الحديث هنا تلافى القال والقيل والمناقشة والجدال فقال: إذن أبرح غدا باكرا إلى شارع كنستون، وأعود من «مونتمار» المساء.
فسكت المستر هوكر، وخرج إدورد من عنده على هذا العزم.
مونتمار مزرعة كبيرة للايدي بنتن، قلما تبعد عن ضاحية لندن الشرقية الشمالية، وفيها حقول وبستان فسيح غض، وفي وسطه قصر صغير تقصده أسرة بنتن في بعض أيام الصيف للنزهة.
Shafi da ba'a sani ba