Haƙiƙan Ilimi
حقائق المعرفة
Nau'ikan
منها أن الطبيعة لا تكون أكثر من العوارض والفساد، ولو كان الفساد غالبا على الطبيعة لكان الفساد غالبا للصلاح، ولو كان ذلك كذلك لكان فعل الله مغلوبا؛ ولأنه لا يكاد يبلغ المائة والعشرين إلا القليل، مع أن من بلغ هذا الحد يكون عاجزا ضعيفا، قال الله تعالى: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون }[يس:68].
ومنها أن الله تعالى لم يهمل الخلق، ولا ضيع العباد، قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}[المؤمنون:115]، وقال تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}[ص:27]. وإذا كان موت من يموت قبل هذا الحد بغير تعد من أحد ولم يكن من الله ، فمن فاعل الموت الذي لم يشاهد للميت قاتل؟ مثل من يناله مرض فيموت منه، ولم يكن من الميت استجلاب له، ولا تضييع لنفسه، مثل من تأكله الحية في حرزه، ومثل من تصيبه برقة في منزله، ومثل موت النفساء على أولادها، فإذا كان هؤلاء وأمثالهم لم يجنوا على أنفسهم، ولا جنى عليهم آدمي، ولا كان موتهم من قبل الله، فمن فاعل موتهم؟ فإذا لم يكن من الله بلية يجزي الميت بها، ولم يكن من متعد عليه فيجب عليه القود، ولا من مخط عليه فتجب الدية، فهل يكون إلا مهملا مضيعا مصابه في الدنيا والآخرة؟
Shafi 352