276

أما قولهم: إن الله تعالى ساوى بين [الناس في] الخلق، فليس الذكر كالأنثى، ولا الكامل كالناقص، ولا الفصيح كالأعجم، ولا الصبيح كالقبيح، ولا الأبيض كالأسود، ولا العربي كالزنجي، ولا الشريف كالوضيع، ولا المالك كالمملوك؛ وهذا مشاهد بين لا ينكره عاقل، ولا يماري فيه إلا جاهل، وقد قال الله تعالى: {أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون}[الزخرف:32]، فبين أنه رفع بعضهم فوق بعض درجات، وقال تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون}[النحل:75]، وقال عز من قائل حاكيا عن امرأة عمران: {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ، فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى}[آل عمران:35،36]، وقال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض }[النساء:34]. فصح أن الله تعالى ما ساوى بين الناس في الخلق.

Shafi 349