فنقول: إن الأفعال لا تكون إلا لحي قادر، والجمادات ليست بحية ولا قادرة، فصح أنها لا فعل لها ولا تدبير.
ودليل آخر: فنقول: أخبرونا عن الأصول الأربعة ما هي؟
فإن قالوا: الماء، والهواء، والنار، والرياح. قلنا: فهل هذه الأصول هي الفروع المتولدة منها، أو غيرها؟
فإن قالوا: لا، أحالوا؛ لأن ابن الإنسان غيره، فضلا عن أن يكون نارا أو ماء أو ريحا وهواء، فصح أن الفروع غير الأصول. وإذا ثبت ذلك وجب أن تكون الأصول التي ذكروا أنها تحدث الأشياء موجودة أو معدومة.
فإن قالوا: هي موجودة. قلنا: أين موضعها؟ فإن قالوا: في العالم. قلنا: كيف يكون وجود الأصل في الفروع ، هل يكون الأصل كامنا في الفروع أو ظاهرا فيها؟
فإن قالوا: هو كامن فيها كالنار. قلنا: النار فرع حادث في العود؛ لأنه لا يجتمع الماء والنار في العود؛ لأن اجتماع المتضادين لا يصح، وليست النار عندنا كامنة في العود، ولا في الحجر.
Shafi 73