246

ومن التمحيص ما ذكر الله تعالى من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات والأمراض ؛ ونقصان الأنفس مثل الموت ونقصان الخلق. وقد يبتلي الله عبده بالفقر لينظر صبره، قال الله تعالى: {وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن}[الفجر:16]، وقد روي أن في التوراة: (يا موسى إني لم أفقر الفقير بذنب قدمه إلي ولم أغن الغني بصنيعة قدمها إلي، وإنما أفقرت الفقير لأنظر صبره، وأغنيت الغني لأنظر شكره، يا موسى فلا الفقير صبر ولا الغني شكر). وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم عافاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم عوفي منه كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه، فلم يدر لم عقلوه؟ ولم أرسلوه؟ فقال رجل: يا رسول الله، وما الأسقام والله ما مرضت قط؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قم عنا فلست منا)). وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: ((يا علي غم العيال ستر من النار ، وطاعة الخالق أمان من العذاب، والصبر على الفاقة جهاد، وأفضل من عبادة ستين سنة)).

Shafi 319