242

قال السيد أبو طالب: والمراد: يقوله ويضم إليه عقد القلب في الندم على ما كان منه، والعزم على ترك أمثاله. فأما حقوق الآدميين فإنه يجب عليه الخروج (إليهم) منها، فإن كان الحق في دم أقاد نفسه للقصاص، وإن كان في مال قضاه من ماله، وإن كان في عرض سأله الحل إذا اغتابه وبلغته الغيبة، وإن لم تبلغه لم يعلمه وتاب إلى الله تعالى؛ ولأنه إذا أعلمه بشيء لم يعلمه من قبل أدخل عليه الغم.

والغيبة هي أن يتكلم على المؤمن في غيبته بما لا يتكلم في حضرته؛ يريد بذلك نقصه وإظهار عيبه، وهو أن يذكر منه ذنب فعله ويمكن أن يكون قد تاب منه فيسميه باسم قد خرج منه، وقد قال تعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}[الحجرات:11]، وقال تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}[النور:19]، وإما أن يتكلم في المؤمن بما لم يفعل فذلك أكبر من الغيبة، وهو بهتان وافتراء وإثم عظيم لقول الله تعالى: {وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم }[النور:15].

وأما الفاسق المصر على فسقه فلا إثم في غيبته.

Shafi 315