165

فصل في الكلام في الهداية والإضلال

اختلف الناس في الهداية والإضلال.

فذهب الذين قالوا: الاستطاعة مع الفعل، وسائر المجبرة إلى أن الله أجبر المهتدين على الهدى، وأجبر الضالين على الضلال؛ واستدلوا بظاهر قول الله تعالى: {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء }[المدثر:31].

وعندنا وعند المعتزلة: أن الهدى من الله على ثلاثة وجوه:

فهدى تفضل ابتدأ الله به المكلفين، يستوي فيه المؤمن والكافر، والبر والفاجر؛ وهو العقل الضروري الذي هو استحسان الحسن واستقباح القبيح. قال الله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}[الإنسان:3]، وقال تعالى: {ألم نجعل له عينين ، ولسانا وشفتين ، وهديناه النجدين}[البلد:8-10]، فهذا هو الهدى المبتدا، وهو حجة الله على العبد.

Shafi 228