Haƙiƙan Ilimi
حقائق المعرفة
Nau'ikan
فصل في الكلام في اختلاف أهل القبلة في العدل وذكر ما أجمعوا
عليه وما اختلفوا فيه
(فإنهم) أجمعوا على القول: (أن الله عدل، وأنه منزه عن صفة النقص) لأنهم جميعا يقولون لله: سبوح قدوس. وتأويله التنزيه له من صفات النقص. وأجمعوا على أنه لا يظلم العباد، ولا يحب الفساد ولا يرضاه، وأجمعوا على أنه صادق الوعد، وأجمعوا على أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن المؤمن مخلد في الجنة، وأن الكافر مخلد في النار.
واختلفوا في فعل العباد وفي الاستطاعة، وفي الوعيد وفي الإرادة، وفي الهداية والإضلال. فعندنا وعند المعتزلة: أن أفعال العبد له خالصة، وأنها لا تنسب إلى الله، وأنه لا يجبرهم على فعلها، ولا يأمر بالمعاصي، ولا يرضى بها.
وعند جهم بن صفوان ومن قال بقوله من الصفاتية: هي أفعال الله خالصة، وليس للعبد فيها صنع وإنما هو كالظرف والوعاء.
وقالت النجارية والأشعرية: إن الله وعبده مشتركان في فعل العبد؛ فقالوا: إن الله يخلق أفعال العباد، ويحدثها، والعبد مع ذلك مكتسب لفعله.
وقالت النجارية: هي فعله على الحقيقة.
وقالت الأشعرية: هي فعله على المجاز، وحجتهم قول الله تعالى: {الله خالق كل شيء }[الزمر:62]، وقوله: {أتعبدون ما تنحتون ، والله خلقكم وما تعملون}[الصافات:95،96].
Shafi 198