Hanin Ila Kharafa
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Nau'ikan
الطب الكلي هو توجه إلى الصحة والطب يرفض - أو يقلل من شأن - ما يعتبر تحيزا ماديا أو رديا من جانب الطب «الغربي» التقليدي. يعمل الطب التقليدي على البحث عن السبب العضوي لمرض ما أو اختلال وظيفي، ويحاول أن يخففه بواسطة تدخل فيزيقي ما، مثل المضادات الحيوية أو الجراحة. يلح الطب التقليدي على سبب موضعي محدد للمرض وكيفية إصلاحه. أما دعاة الطب الكلي فهم أميل إلى النظر إلى العوامل النفسية - وحتى الروحية - على أنها سبب الحالة المرضية أو السبيل إلى علاجها، إنما يعنيهم «الشخص الكلي»
the whole person
لا السبب الموضعي للاضطراب، ويرون أن كثيرا من المشكلات تنجم من غياب «التوازن» بين العقل والجسم والروح، فمجلة الطب الكلي مثلا تقرر أن مهمتها التركيز على «الجهود الشخصية لتحقيق التوازن».
حسن، كيف إذن يحقق المرء التوازن الجسمي والنفسي والروحي؟ يتكون الطب الكلي في أبسط صوره من مجموعة من الممارسات الصحية الوقائية لا يختلف عليها اثنان، مثل النظام الغذائي الصحيح والتمرين الرياضي الكافي، وهو يحمل الفرد على أن يتولى مسئولية صحته الخاصة، من حيث تبني أسلوب حياة مصمم لكي يرقى بجودة الحياة، ومن حيث اتخاذ خيارات مستنيرة حول علاج أي مرض. وألصق اتصالا بهدف تحقيق التوازن دعوة كثير من دعاة الطب الكلي إلى ممارسة التأمل
meditation
واليوجا والتغذية الحيوية الراجعة
biofeedback
والخيال الذهني الإيجابي، فبالإضافة إلى ما يزعمون من قدرة هذه الممارسات على جلب الانسجام بين العقل والجسم والروح، فهم يعتقدون أنها أيضا تخفض التوتر؛ ومن ثم تخفض تعرض المرء للأمراض التي تعتبر ذات منشأ نفسي أو اجتماعي أو بيئي، غير أن فاعلية هذه التقنيات في تحقيق أي من هذين الهدفين لم تزل محل خلاف كبير. أما الجوانب الأكثر إثارة للشك في مجال الطب الكلي فهي مجموعة من الممارسات العجيبة، القديمة منها والجديدة في «العصر الجديد»، التي لا يربط بينها إلا رفضها للطب التقليدي ورفض الطب التقليدي لها. من هذه الممارسات: التشخيص النفسي والشفاء النفسي وقراءة الكف وغسل القولون والعلاج بالإيمان وعلم القزحية (تشخيص المرض حيثما يكون في الجسم بواسطة فحص مواضع على قزحية العين). هذه الممارسات إما تستند إلى مبادئ تخالف العلم الراسخ، وإما أثبت البحث التجريبي بطلانها المطلق، وإما الاثنان معا. (4-6) الجانب الوجيه في الطب الكلي
إذا ضربنا صفحا عن هذه الممارسات الأخيرة الزائفة، فإن ثمة بالتأكيد مزايا معينة في الطب الكلي؛ فلسفته التي يقوم عليها، وكثير من ممارساته الخاصة:
أول هذه المزايا توكيد الطب الكلي على أن يأخذ المرء دورا إيجابيا مسئولا في تحديد مسار علاجه، فمهما بلغ اهتمام الطبيب وعطفه فهو لن يفوق اهتمام المريض بنفسه؛ ومن ثم فإن مصلحة المريض تقتضي أن يعلم جيدا عن طبيعة مرضه ويحفز لاتخاذ دور إيجابي في تحديد مسار العلاج. إن الأطباء بشر، وعرضة لارتكاب أخطاء وأخطاء فادحة أحيانا، وينبغي النظر إليهم لا كمعصومين ومجترحي معجزات، بل كمستشارين ذوي علم يساعدون المريض في معركته مع مرض معين.
Shafi da ba'a sani ba