Hanin Ila Kharafa

Cadil Mustafa d. 1450 AH
124

Hanin Ila Kharafa

الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف

Nau'ikan

vibes

صحيحة، أو أن الظاهرة تحضر مرة واحدة في التاريخ البشري)، يذهب العلم إلى أن الظواهر الأصيلة يجب أن تكون قابلة للدراسة من جانب أي أحد ذي استعداد قويم، وأن جميع الدراسات الصحيحة الإجراء يجب أن تعطي نتائج متسقة. ليس ثمة ظاهرة «غيورة» بهذه الطريقة. ليس ثمة معنى لأن تشيد جهاز تليفزيون أو راديو لن يعمل إلا في غياب المتشككين! وإن رجلا يزعم أنه عازف كمان رفيع المستوى ولكن لا يبدو أنه امتلك كمانا في حياته، ويرفض أن يعزف في وجود أي شخص يمكن أن يسمعه، هذا الرجل في الأرجح كاذب في ادعاء قدرته على عزف الكمان. (19) التفسير بالسيناريو

تميل التفسيرات العلمية الزائفة إلى أن تكون بالسيناريو: أي إنها تقدم لنا حكاية لا أكثر، ولا نخرج بأي وصف لأية عملية فيزيائية ممكنة، من ذلك أن إمانويل فيليكوفسكي (1895-1979م) ادعى أن كوكبا آخر مر بقرب الأرض تسبب في انقلاب محور دوران الأرض رأسا على عقب، هذا كل ما قاله، فهو لم يقدم آليات، ولكن الآلية مهمة للغاية؛ لأن قوانين الفيزياء تستبعد هذه العملية باعتبارها مستحيلة: أي إن اقتراب كوكب آخر لا يمكن أن يقلب محور دوران كوكب ما، فإذا كان فيليكوفسكي قد اكتشف طريقة ما يمكن بها لكوكب أن يقلب محور دوران كوكب آخر لكان من المفترض أن يصف هذه الآلية. إن العبارة الجريئة نفسها بدون آلية تحتية لا توصل أية معلومات على الإطلاق. لقد قدم فيليكوفسكي كلمات، ترتبط إحداها بالأخرى داخل الجملة، ولكن العلاقات مغتربة عن العالم الذي نعيش فيه بالفعل، ولا تقدم تفسيرا لكيف يمكن أن يحدث ذلك. لقد قدم قصصا لا نظريات حقيقية. (20) التفكير السحري

كثيرا ما يهيب العلماء الزائفون بالعادة البشرية القديمة في التفكير السحري. يقوم السحر على الأنالوجي الزائف

false analogy

وروابط العلة/المعلول الزائفة، أي افتراض تأثيرات وروابط (غير قابلة للتفسير) بين الأشياء منذ البداية لا توجد بالبحث: (إذا دست على «شرخ» بالرصيف دون أن تتمتم بكلمة سحرية فإن أمك «ستنشرخ» بجسمها عظمة/أكل أوراق قلبية الشكل مفيد لأمراض القلب/تسليط ضوء أحمر على الجسم يزيد إنتاج الدم/الكباش عدوانية. إذن من ولد في برج الحمل عدواني/السمك مفيد للدماغ؛ لأن لحم السمك يشبه نسيج المخ.) (21) التفكير المفارق لزمنه

anachronistic thinking

كلما كانت الفكرة أقدم كانت أكثر جاذبية للعلم الزائف (إنها حكمة القدماء!) خاصة إذا كانت الفكرة واضحة البطلان وأبطلها العلم منذ زمن طويل. يجد كثير من الصحفيين صعوبة في فهم هذه النقطة: فالمراسل المعهود الذي يكتب عن التنجيم قد يظن أن الدقة تقتضيه أن يلتقي بستة منجمين وفلكي واحد، يقول الفلكي: إن التنجيم كله هراء. ويقول المنجمون الستة: إنه مادة عظيمة وصائب حقا وسوف يطيب لهم قراءة طالع أي شخص مقابل خمسين دولارا (لا شك!) بالنسبة لكثير من المراسلين، وبالطبع لكثير من المحررين وقرائهم، فإن هذا سيكون تأييدا للتنجيم بنسبة 6 إلى واحد! •••

والجدول التالي يقارن بين بعض خصائص العلم وخصائص العلم الزائف:

العلم

Shafi da ba'a sani ba