Hanin Ila Kharafa
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Nau'ikan
يتعمد العلم الزائف اختلاق لغز حيث لا لغز، وافتعال غموض حيث لا غموض؛ وذلك بإغفال معلومات حاسمة أو تفاصيل هامة، وما من شيء إلا ويمكن جعله سريا إذا أغفلنا ما هو معروف عنه أو عرضنا تفاصيل خيالية تماما، ولنا في كتب «مثلث برمودا» أمثلة كلاسيكية لهذا التكتيك. (11) العلم الزائف لا يتقدم
قد يتنقل العلم الزائف من تقليعة إلى أخرى (من الأشباح إلى أبحاث الإدراك وراء الحسي
ESP ، ومن الأطباق الطائرة إلى الدراسات الروحية ... إلخ.) ولكنه لا يحقق أي تقدم في أي موضوع منها. العلم الزائف لا يكتشف جديدا ولا يقترح نظرية، ولا يعدل أو يلغي مفاهيم قديمة في ضوء كشوف جديدة؛ إذ ليس ثمة كشوف جديدة، وكلما كانت النظرية قديمة حظيت باحترام أكبر، ولم يحدث قط أن اكتشف العلم الزائف ظواهر أو عمليات طبيعية غير معروفة للعلماء من قبل. والحق أن العلماء الزائفين يتعاملون بصفة شبه دائمة مع ظواهر معلومة جيدا للعلماء ولكن مجهولة تقريبا من جانب العامة، بحيث إنهم سوف يبتلعون أي شيء يريد العلماء الزائفون أن يدعوه، من أمثلة ذلك السير في النار ووتصوير «كيرليان» (التصوير الكهربي)
Kirlian photography . (12) الإقناع بالخطابة لا بالدليل
العلم الزائف يحاول الإقناع بالخطابة والدعاية وإساءة التأويل وليس بالدليل الصحيح (الذي لا وجود له)، وتطفح كتب العلم الزائف بالمغالطات المنطقية المعروفة للدارسين، وقد ابتكرت مغالطات جديدة خاصة بها، ومن المغالطات المفضلة لها ما يعرف ب «الاستنتاج الخلفي»
non sequitur ،
3
ويحب العلماء الزائفون أيضا «حجة جاليليو»، وهي تتضمن أن يقارن العالم الزائف نفسه بجاليليو قائلا: إنهم يخطئونه مثلما كان معاصرو جاليليو يخطئونه. إذن العالم الزائف على صواب أيضا مثلما كان جاليليو بالضبط، ومن الواضح أن النتيجة هنا لا تلزم عن المقدمات! كما أن أفكار جاليليو تم اختبارها والتحقق منها وقبولها فورا من جانب زملائه العلماء. أما الرفض فكان آتيا من جانب المؤسسة الدينية التي كانت تفضل العلم الزائف الذي دحضته كشوف جاليليو. (13) الاحتكام إلى الجهل
يعتمد العلم الزائف على مغالطة بدائية هي «الاحتكام إلى الجهل»
ad ignoratiam : فكثير من العلماء الزائفين يؤسسون دعاويهم على عدم اكتمال معلوماتنا عن الطبيعة، وليس على ما نعرفه في الوقت الحالي، ولكن من غير الممكن أن يكون غياب المعلومات داعما لأي دعوى؛ فواقعة أن الناس لا يميزون ما يرونه في السماء لا تعني إلا أنهم لا يميزون ما رأوه. هذه الواقعة ليست دليلا على أن الأطباق الطائرة هي من الفضاء الخارجي، وتشيع في أدبيات العلم الزائف عبارة «العلم لا يستطيع أن يفسر ...» ذلك أن العلم في حالات كثيرة لا يكون لديه شغف بالظواهر المفترضة بسبب عدم وجود أدلة على وجودها، وفي حالات أخرى يكون التفسير العلمي معروفا ومرسخا جيدا ولكن العلماء الزائفين لا يعرفون ذلك، أو يتغافلون عنه لكي يخلقوا لغزا. (14) الولع بالظواهر الشاذة لا بالاطرادات المألوفة
Shafi da ba'a sani ba