قال الهاشمي: فلما فرغ من نعته قلت له: هل لك في الغذاء؟ قال: إني والله غاوي إغباب، لاصق القلب بالحجاب، مالي عهد بمضاغ إلا شلو يربوع وجد معمعمة مني فانسلت، فأخذت منه بنافقائه وقاصعائه ودامائه وراهطائه، ثم تنفقته فأخرجته، ولا والله ما فرجت بشيء فرحى به، فتلقاني رويع ببطن الخرجاء، يوقد نويرة تخبو طورا وتسمو أخرى، فدسسته في إرته فخمدت نويرته، ولا والله ما بلغ نضجه حتى اختلس الرويعي منه، فغلبني على رأسه وجوشه، وصدره وبدنه، وبقي بيدي رجلاه ووركاه، وفقرتان من صلبه، فكان ذلك مما أنعم الله به علي، فاغتبقتها على نكظ منكظ، وبوص بائص عن عراكه إياي، غير أن الله أعانني عليه. فلذلك والله عهدي بالطعام، وإني لذو حاجة إلى غذاء أنوه به فؤادي، وأشد به آدى، فقد والله بلغ مني المجهود، وأدرك مني المجلود.
Shafi 396