وقيل لأعرابي: كيف تصنع في البادية إذا اشتد القيظ وانتعل كل شيء ظله؟ قال: وهل العيش إلا ذاك، يمشي أحدنا ميلا فيرفض عرقا، ثم ينصب عصاه ويلقى عليها كساءه، ويجلس في فيئه يكتال الريح، فكأنه في إيوان كسرى!.
وقيل لأعرابي: ما أصبركم على البدو؟ قال: كيف لا يصبر من وطاؤه الأرض، وغطاؤه السماء، وطعامه الشمس، وشرابه الريح! والله لقد خرجنا في إثر قوم قد تقدمونا بمراحل ونحن حفاة، والشمس في قلة السماء، حيث انتعل كل شيء ظله، وأنهم لأسوأ حالا منا، إن مهادهم للعفر، وإن وسادهم للحجر، وإن شعارهم للهواء، وإن دثارهم للخواء.
Shafi 393