هوراشيو :
أقدر على ذلك إن صدقت الإشاعات. إن ملكنا السابق الذي بدا لنا مثاله الآن كان كما علمت قد دعي إلى المبارزة. دعاه «فورتنبراس» النرويجي متحديا إياه عن غيرة وكبرياء. فلما التقيا لم يلبث ملكنا السابق «هملت» (هكذا كان اسمه في العالم المعروف يومئذ) أن ظهر عليه فقتله، فراح «فورتنبراس» بموجب ذلك العقد المحرر بين المتنازلين وفقا للقوانين، وللعلم، مهدور الدم خارجا لمليكنا عن جميع أملاكه، كما أن مليكنا من جهته كان قد عاهد بموجب ذلك الاتفاق المسجل على أن يترك ل «فورتنبراس» - لو بقي هو الفائز - ما يعادل أملاك خصمه. والآن يا صديقي قد قام نجل «فورتنبراس» وهو في مقتبل الشباب، ومليء حماسة وغرورا، فجمع من تخوم ال «نرويج» جيشا من الأفاقين الشراد، يكفلهم طعاما وملبسا، مزمعا أن يخوض بهم غمارا كريهة، فيها الظفر معقود بالشجاعة، وما تلك الكريهة (فيما تعتقده حكومتنا) سوى عزم ذلك الفتى على أن يستعيد بالسلاح، والإكراه، ما فقده أبوه من الأملاك. وذلك فيما أظن مبعث تلك الأهب، وسبب ما نقوم به من العسس، وما يذهب ويجيء من البرد العاجلة في كل مذهب ومجيء من البلاد.
برناردو :
يدور في خلدي أن العلة هي ما ذكرت، ولا سيما وأن تلك الأمور تتوافق مع الهيئة الغريبة، التي يظهر بها ذلك الخيال جائسا خلال المدينة، مدججا بسلاحه، شبيها كل الشبه بالملك الفقيد، الذي كان السبب في شبوب هذه الحروب.
هوراشيو :
إن الذرة من العثير تقع في عين العقل فتقلقلها، وتزعجها، حينما كانت «روما» في بسطة دولتها، وأوج صولتها، وذلك قبيل أن يسقط «يوليوس قيصر» من سماء جبروته، خلت القبور من سكانها، وتمشي موتاها في أكفانهم، يصخبون، ويئنون خلال الطرقات ب «روما»، وقد شوهدت نجوم بأذناب نارية، وأنداء تقطر دما، وانشقت الشمس، وخسف سلطان الليل، كأن اليوم يوم النشور، تلك الآيات التي هي نذر الكوارث الكبرى، وطلائع المقادير المجتاحة، ومقدمات الخطوب التي سيلقيها الدهر، قد أتت بأنبائها السماء والأرض في إقليمنا، وأرتها مواطنينا، إيذانا بالويل والثبور، ولكن صه، صه. انظر. ها هو قد عاد ثانية (يدخل الشبح)
سأتعرض له ولو محقني، وقفة أيها الوهم، إن تكن ذا صوت أو لفظ تنطق به. تكلم وإن لم تكن على علم بشيء قى إتمامه راحة لك، أو رحمة لي، تكلم، (يرتفع صياح الديك)
وإن تكن مستطلعا طلع الغيب، عارفا بما يكنه لوطنك من خير فاستنزله، أو شر فادفعه بما سبق إليه العلم. ويك! تكلم، إن تكن في حياتك قد خبأت كنزا سحتا، ويقولون: إن المال الحرام يقلق أرواح الموتى فتهب من مراقدها هائمة، تكلم. قف وتكلم. اعترضه يا «مرسلس».
مرسلس :
أأضربه بسيفي؟
Shafi da ba'a sani ba