كان لهذا الرأس قديما لسان، وكان يغني، انظر إلى هذا الممتهن يلقيه بامتهان، كيف إذن قذفه إياه لو كان رأس «قابيل»؟! أما يحتمل أن صاحب هذه الجمجمة كان سياسيا عظيما؟ أو كان رب صولة، ودولة عليه لمحة من عزة رب العالمين؟
هوراشيو :
يحتمل كل ذلك.
هملت :
وهذا الحمار يحذف بها كما يحذف اللاعب بالأكر التي لا قيمة لها.
الفلاح الأول (مغنيا) :
فأس للحفر، وكفن للغطاء، وحفرة في التراب. نعم المنزل. (يخرج جمجمة أخرى.)
هملت :
ألا تكون هذه جمجمة رجل من رجال المحاماة؟ أين الآن ملابساته ومغالطاته؟ أين مسائله الواقعية؟ ونقطه القانونية؟ لماذا يصبر على إهانات هذا الوغد ولا يقاضيه على اعتدائه عليه ضربا أو جرحا؟ بل ربما كانت هذه جمجمة واحد من الجماعين للدنيا، الشرائين للعقار. أين الآن عقوده، وإقراراته، وضماناته. أهذا آخر حق أفضت إليه حقوقه؟ أهذا تحصيل كل حاصل سلفا له؟ ونهاية الدقة في دماغه أن يحشى رأسه ترابا بهذه الدقة؟ ألم تعفه ضماناته المفردة، أو المزدوجة من هذا الضمان الختامي الهائل؟ أيسعه هذا المكان وهو يوشك ألا يسع حجج مملوكاته؟ أما من مزيد فيعطاه؟
هوراشيو :
Shafi da ba'a sani ba