Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe
هميان الزاد إلى دار المعاد
Nau'ikan
وقوله
لا تعجبوا من صيد صقر بازيا إن الأسود تصاد بالجرذان قد أغرقت أملاك حمير فأرة وبعوضة قتلت بنى كنعان
قال جعفر الصادق بن محمد الباقر عن أبيه نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك الموت عليه السلام عند رأس رجل من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ارفق بصاحبى فإنه مؤمن "
قال إنى بكل مؤمن رفيق. وما من أهل بيت إلا أتصفحهم فى كل يوم خمس مرات، ولو أنى أردت قبض روح بعوضة ما قدرت، حتى يكون من الله تعالى الأمر بقبضها. قال جعفر بن محمد بلغنى أنه يتصفحهم عند مواقيت الصلاة. قال الزمخشرى
يا من يرى مد البعوض جناحها فى ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى نياط عروقها فى نحرها والمخ فى تلك العظام النحل ويرى خرير الدم فى أوداجها متنقلا من مفصل فى مفصل ويرى وصول غذا الجنين ببطنها فى ظلمة الأحشا بغير تمقل ويرى مكان الوطء من أقدامها فى سيرها وحثيثها المستعجل ويرى ويسمع حس ما هو دونها فى قاع بحر مظلم متهول امنن على بتوبة تمحو بها ما كان منى فى الزمان الأول
ويروى
اغفر لعبد تاب من فرطاته ما كان منه فى الزمان الأول
قال ابن خلكان عن بعض الفضلاء إن الزمخشرى أوصى أن تكتب هذه الأبيات على قبره. { فما فوقها } عطف على بعوضة أو على ما، إن جعلت اسما. والمعنى ما زاد على بعوضة فى صغر الجثة كجناحها، كما ضرب به المثل فى الحديث، وهكذا كنت أفسر الفوقية بالغلبة فى الصغر والزيادة فيه. ورأيت بعد ذلك زكريا قال إنه مذهب المحققين لمطابقته البلاغة، ولما سيق له الكلام، وفيه ترقية معنوية وهى الترقى من الأدنى إلى الأعلى فى الحقارة، والحمد الله، وذلك أن الغرض بيان أن الله تعالى لا يمتنع من التمثيل بالشىء الحقير الصغير، وقيل معنى ما فوقها ما زاد عليها فى الكبر كالذباب والعنكبوت، أى لا يستحى أن يضرب مثلا بالبعوضة، فضلا عما فوقها، ويحتمل الوجهين ما روى مسلم عن إبراهيم عن الأسود، أنه دخل شاب من قريش على عائشة وهى بمنى، وهم يضحكون، فقالت ما يضحككم؟ فقالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه تذهب. فقالت لا تضحكوا، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة "
Shafi da ba'a sani ba