Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe
هميان الزاد إلى دار المعاد
Nau'ikan
واقتلوهم حيث ثقفتموهم
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
هذا قول ابن زيد والربيع بن أنس. { ولا تعتدوا } أى لا تجاوزوا الحد بقتال من لم يقاتلكم، ولا بقتال المعاهدين ولا بنقض العهد ولا بمثلة، فيمن قاتلكم ولا بقتال بلا دعوة إلى دين الإسلام، فالدعوة باقية إلى يوم القيامة، ولا بقتل الصبيان والشيوخ الذين لا يرجع إليهم أمر القتال والمشاورة، ولا يقاتلون. ولا بقتل المرأة إلا إن قاتلت، وكذا العبد، ولا بقتل الرهبان والزمنى والأعمى والمجنون، ولا من ألقى إليكم السلم. روى مسلم عن بريدة
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه على خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال " اغزوا بالله فى سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تعتدوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا "
والغلول والإخفاء من الغنمة، وقيل إن الآية لا نسخ فيها، بل المعنى قاتلوا الذين تأهلوا للقتال دون من عاهد ودون الصبيان ومن ذكر بعدهم، ولا تعتدوا بمثله، أو قتال بلا دعوة. وقال ابن عباس قاتلوا من تأهل للقتال ولا تعتدوا بقتال من لم يتأهل كالنساء والصبيان والشيوخ، ومن ألقى إليكم السلم. وروى عنه رضى الله عنه أنه لما صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية وصالحوه على أن يرجع من قابل، فيخلوا له مكة ثلاثة أيام يطوف بالبيت، فلما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لعمرة الضاء خافوا ألا تفئ قريش بما قالوا ويصدوهم عن البيت، وكرهوا أن يقاتلوهم فى الإحرام والشهر الحرام فأنزل الله { وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم } يقول يقاتلونكم فى الشهر الحرام والحرام والإحرام ولا تعتدوا بقول ولا تبدأوا بالقتال، وهذا يؤيد القول بأن الآية نزلت قبل أن يؤمروا بقتال المشركين كافة.
{ إن الله لا يحب المعتدين } المتجاوزين ما حد لهم أى لا يريد لهم الخير ولا يرضى عنهم، فإن حب الله عبده رضاه عنه وإرادته الخير له.
[2.191]
{ واقتلوهم حيث ثقفتموهم } حيث وجدتموهم فى حل أو حرام بدءوكم بالقتال أم لم يبدءوكم، وتقدم أنه قيل إن هذا ناسخ لقصر القتال على من بدأ. وعن ابن اسحاق وغيره نزلت الآية هذه فى شأن عمرو الحضرمى وواقد، وذلك فى سرية عبد الله بن جحش، وأصل الثقف المهاروة فى علم شئ أو عمله، فهو متضمن لمعنى الغلبة. قال الشاعر
فإما تقتلونى فاقتلونى ومن أثقف فليس له خلود
أى فان تغلبونى فاقتلونى، ومن أغلب فليس راجعا إلى خلود، وليس له سبيل إلى خلود، ويجوز أن يريد فإن تجدونى فاقتلونى، ومن أجد فليس إلى خلود. { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم } أخرجوهم من مواضع إخراجهم إياكم وهو مكة، وقد فعل ذلك صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بمن لم يسلم. { والفتنة } البلية التى تصيب الإنسان كالإخراج من الوطن وإنزاله عن رتبة كان فيها بلا موجب، وبهته ونحو ذلك مما يدوم به تعبه، وتتألم به النفس تألما مستمرا. { أشد من القتل } لأنه دفعه يتطاول كذلك، وكم فتنة يتمنى الموت عندها. قال الشاعر
Shafi da ba'a sani ba