364

Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe

هميان الزاد إلى دار المعاد

Nau'ikan

" دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتا فدخل على إثره رجل من الأنصار يقال له رفاعة بن التابوت من الباب وهو محرم، فأنكروا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنى أحمسى " فقال الرجل إن كنت أحمسيا فأنا أحمسى رضيت بهديك وسمتك "

، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وعن البراء بن عازب والزهرى وقتادة سبب الآية أن الأنصار إذا حجوا واعتمروا يلتزمون تشرعا ألا يحول بينهم وبين السماء حائل، وكانوا يصعدون إلى سقوف بيوتهم من الجدران، وقيل كانوا يجعلون فى ظهور بيوتهم فتوحا يدخلون منها كما مر، قال الزهرى كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شئ، وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعد ما خرج من بيته، فيرجع ولا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب أن يحول بينه وبين السماء فيفتح الجدار من ورائه ثم يقوم فى حجرته فيأمر بحاجته حتى

" بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل عام الحديبية بالعمرة، فدخل حجرة فدخل رجل من الأنصار من بنى سلمة على إثره، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لما فعلت ذلك؟ قال لأنى رأيتك دخلت. فقال صلى الله عليه وسلم " لأنى أحمسى "

فقال الأنصارى وأنا أحمسى، يقول أنا على دينك، فنزلت الآية. وعن الحسن كانوا فى الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا فلم يتم له سفره. لم يأت بيته من الباب الذى خرج منه، ولكن يغلق الباب فيأتى البيت من قبل ظهره، وكانوا يتقربون بذلك لأنهم زعموا أن ذلك فى دينهم وهو مما أدخل عليهم الشيطان، فنزلت الآية. وإن قلت كيف تتصل هذه الآية بقوله جل وعلا { يسألونك عن الأهلة }؟ قلت لا يشترط الاتصال بالمناسبة فى جميع القرآن، بل فى البعض، بل إذا تم حكم أو قصة جئ بآخر، ويحتمل أن يكون للاتصال وجه هو أنهم سألوا عن الأهلة وزيدها ونقصها، فأجابهم بأنها مواقيت فعلموا الحكمة فى ذلك، فشرع فى أمر يفعلونه لا حكمة فيه ينهاهم عنه، كأنه قيل هذه حكمة الأهلة والزيد والنقص، فما الحكمة الصحيحة فى اجتيابكم أبواب البيوت؟ وكأنه قيل معلوم أن أفعاله تعالى حكم فدعوا السؤال عنها وانظروا فى اجتيابكم الأبواب ما حكمته؟ ويحتمل أن ذلك مستلحق بما قبله، لأنهما معا فى الحج، وهذا الاحتمال لا يثبت فى القول بأن الآية فى من يترك السفر بعد خروجه إليه أو يعود ليرجع إليه، ويحتمل أن يكون وجه ذكر اجتبابهم الباب إلى غيره من نقب ينقبونه أو تسور تلويحا بأنهم عسكوا فى سؤالهم عن الأهلة وزيادتها ونقصها، كمن عكس من يجتنب الباب ويدخل ويخرج من غيره، فإنما ينبغى أن تسألوا عن أمر الدين، والمهم من أمر المعاش أو عن هذا الذى يفعلونه من هجران الباب، هل وافق الحق؟ فإن الذى هو من علم النبوة هو أمر الحج والحلال والحرام لا الأهلة وزيادتها ونقصها، فإنها ليست من موضوع علم النبوة.

{ ولكن البر } بكسر النون مخففة ورفع البر عند نافع وابن عامر، وقرأ الباقون بفتح النون مشددة ونصب البر. { من اتقى } أى لكن البر من اتقى على حد ما مر من الأوجه فى قوله تعالى

ولكن البر من آمن

والمعنى ولكن البر من اتقى غضب الله فيما أمر ونهى، أو عقابه على ذلك، أو اتقى المعاصى أو خاف الله وعظمه فيما أمر ونهى، أو اتقى الجراءة على مثل ذلك السؤال عن الأهلة وأمرها لا من اجتنب الباب واجترأ على مثل ذلك السؤال. { وأتوا البيوت من أبوابها } هذا كلام مستأنف من الله جل وعلا أمرهم فيه بأن يأتوا البيوت من أبوابها إذا أحرموا أو بدا لهم فى السفر بعد ما خرجوا، لما فى نقب البيت من إفساد المال والتعب والتعرض للسرقة، ولما فى التسور من الجدار من التعب والتعرض لها بلا فائدة، أو أمرهم بأن يأتوا الأمور كلها من الوجه اللائق. { واتقوا الله } خافوه إجلالا، أو اجتنبوا معاصيه، أو احذروا عقابه وغضبه، أو احذروا التحليل والتحريم، فإن الحلال ما أحل الله، والحرام ما حرمه واحذروا التعرض لأفعاله كالأهلة وحالها. { لعلكم تفلحون } راجين الإفلاح أو لتفلحوا، والإفلاح النجاة من الضلالة بالحق ومن المهالك.

[2.190]

{ وقاتلوا فى سبيل الله } أى قاتلوا فى شأن الله، أو قاتلوا لأجل دين الله، سماه سبيلا لأنه طريق إلى رضاه وجنته، والقتال فى سبيل الله أن يجاهدوا لإعلاء دينه وكلمته وإعزازهما، وامتثالا واحتسابا لرضاه، روى البخارى ومسلم عن أبى موسى الأشعرى

" سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء، أى ذلك فى سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله "

Shafi da ba'a sani ba