355

Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe

هميان الزاد إلى دار المعاد

Nau'ikan

" جامع نساءهم بعد النوم أربعون رجلا منهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، واقع أهله بعد صلاة العشاء، ليجعل الله رخصة فى ذلك، ثم ندم وبكى وأتى النبى صلى الله عليه وسلم وكذا غيره، وقال له " ما كنت جديرا بذلك يا عمر " ، وقالوا ما توبتنا يا رسول الله؟ فأنزل الله تعالى { وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } "

انتهى. ويجمع بين كون ذلك بعد النوم فى قول، وبعد العشاء فى قول آخر، وبين قول فى هذه الرواية بعد النوم، وقوله بعد صلاة العشاء بأن ذلك وقع بعد النوم، وصلاة العشاء، أو عمر بعد العشاء وغيره بعد النوم، فغلبوا عليه، كما حكى فى الوضع القصة على حد ما مر، وفيه كما مر رجعت إلى أهلى بعد ما صليت العشاء، فوجدت رائحة طيبة، فأردتها فقالت قد صليت أو نمت، فلم أصدقها، وفيه فهل تجد لى من رخصة؟ وفيه فقعد عمر مغموما محزونا، فجاء ناس من المسلمين فاعترفوا بما فعلوا بعد النوم من غشيان النساء، فأنزل الله تعالى { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } فقالوا يا رسول الله ما توبتنا؟ وكيف المخرج؟ فأنزل الله تعالى

وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..

الآية وفى قوله { أحل لكم.. } الآية دليل على جواز نسخ السنة بالقرآن، والذى عندى أن ذلك يحتمل أن صدر منهم فى تلك الليلة، واقتصر أبو ستة، ويحتمل أنه صدر منهم قبلها، أو من بعضهم فيها، ومن بعضهم فى غيرها، أو تكرر. واستبعد أبو ستة أن يهتك حرمة الصوم عمر بلا شبهة، وأن الصواب بعد ما صلت بدل قوله بعد ما صلى كما يدل له قوله فلم أصدقها إذا لا معنى لقوله لم أصدقها مع أنه قد صدر منه المانع.

{ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } أى هن كاللباس لكم، وأنتم كاللباس لهن، لأن كلا من الزوجين يشتمل على الآخر عند التعانق، ولا سيما عند النوم لدخولهما عنده فى ثوب واحد، كاشتمال اللبس على لابسه قال الجعدى

إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت فكانت عليه لباسا

أى إذا مال المضاجع جانبها مالت، وكانت لباسا عليه، أو لأن كلا من الزوجين يستر الآخر عن الزنى ومقدماته، كما يستر اللبس عورته عن أن ترى. قال صلى الله عليه وسلم

" من تزوج فقد أحرز ثلثى دينه "

أو لاحتياج كل للآخر كما يحتاج إلى لباسه ليستره ويقيه الحر والبرد، كذلك يحتاج كل للآخر فى أمر الجماع وشأن البيت وخارج البيت، وبعض لباس استعارة على مختار السعد، وتشبيه بليغ على غيره، ويجوز أن يكون لباس بمعنى ملابسات وملابسين لكثرة الملابسة بين الزوجين وهى المخالطة، ومن هذا معنى قيل لباس بمعنى سكن، كما قيل لا يسكن شئ إلى شئ كسكون أحد الزوجين إلى الآخر، وقد فسره الشيخ هود بالسكن، والجملة تعليل لقوله { أحل } دالة على عدم الاستغناء عنهن. { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم } تظلمونها بتعريضها للعقاب على الجماع والأكل والشرب بعد النوم، أو بعد صلاة العشاء، وتنقيص حظها من الثواب، وأصل { تختانون } من الخيانة فى الأمانة، وهى ألا يؤديها أو لا يصونها، ويقال للعاصى خائن، لأنه اؤتمن على دينه فخان، فكذلك ائتمنهم الله جل وعلا ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يجامعوا بعد النوم ولا بعد صلاة العشاء، فأكل وشرب وجامع قوم، وإنما أدخلت الأكل والشرب فى الخيانة، لأن مجموع الآية فى نسخ تحريم ذلك، ويدل لذلك أنه لما ذكر الاختيان فرع عليه التوبة والعفو، ثم فرع على التوبة والعفو الأمر بالجماع والأكل والشرب، وفسر من تقدمنى من المفسرين بالاختيان فى الجماع. كالخازن. قال ابن عباس تختانون أنفسكم فيما ائتمنكم عليه، وهو محتمل لذلك، والاختيان أبلغ من الخيانة، لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، كالاكتساب والكسب، فكأنه قيل تخونون أنفسكم خيانة عظيمة. { فتاب عليكم } أي فقبل توبتكم لما تبتم. { وعفا عنكم } أى محا عنكم أثر ما اقترفتم من الخيانة. روى البخارى عن البراء بن عازب لما نزل صوم رمضان، كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، فكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم } الآية قال ابن عباس فكان ذلك مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر. { فالآن باشروهن } جامعوهن الآن، أى فى هذا الوقت الذى نزل فيه إحلال الرفث إلى نسائكم ليلة الصيام إلى قيام الساعة، والمباشرة كناية عن الجماع، مأخوذ من قولك باشره، بمعنى ألزق بشرته ببشرته والبشرة الجلدة، والآن ظرف مبنى على الفتح لأنه اسم إشارة.

{ وابتغوا ما كتب الله لكم } أى واطلبوا ما قدره الله لكم وأثبته فى اللوح المحفوظ من الولد، قال ابن عباس { باشروهن } كناية عن الجماع، وابتغوا ما كتب الله لكم، اطلبوا بالجماع الولد، فالآية دلت على أنه لا يطلب الإنسان بالجماع قضاء الشهوة فقط، بل بقصد ما وضع الله عز وجل له النكاح من التناسل وتكثير الملة المحمدية، وقال صلى الله عليه وسلم

Shafi da ba'a sani ba