341

Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe

هميان الزاد إلى دار المعاد

Nau'ikan

" نزلت صحف إبراهيم فى ثلاث ليال مضين من رمضان "

وفى رواية

" فى أول ليلة من رمضان "

وأنزلت توراة موسى فى ست ليال مضين من رمضان، وأنزل إنجيل عيسى فى ثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان، وأنزل زابور داود فى ثمان عشر ليلة مضت من رمضان، وأنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فى الرابعة والعشرين لست بقين بعدها " فيكون بدء نزول القرآن فى شهر رمضان فى ليلة القدر أو يومها عليه - صلى الله عليه وسلم - وذلك قول ابن سحاق وأبى سليمان الدمشقى، وعن ابن عباس أنزل القرآن جملة من اللوح المحفوظ فى ليلة القدر رابعة وعشرين من شهر رمضان، توضع فى بيت العزة فى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - نجوما فى ثلاث وعشرين سنة، فذكر قوله

فلا أقسم بمواقع النجوم

وفى رواية نجوما ثلاث آيات، وأربع آيات، وخمس آيات وأقل من ذلك وأكثر، وفى رواية كان جبريل ينزله رسلا رسلا فى الأوامر والنواهى والأسباب، وروى الربيع بن جبيب، عن عبد العلاء بن داود، عن عكرمة عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال

" نزل القرآن كله جملة واحدة فى ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث فى الأرض شيئا أنزل منه حتى جمعه "

قال وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضى بالقضية فينزل القرآن بخلاف قضائه، فلا يرد قضاءه فيستقبل حكم القرآن، ويجوز أن يكون المعنى شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن فى شأنه من كونه فرضا، وجواز الإفطار للمريض والمسافر وغير ذلك مما دلت عليه الآية تصريحا وضمنا، كما تقول نزلت الآية فى الصلاة، ونزل الآية فى الزكاة، ونحو ذلك من الفرائض، وكمنا تقول نزلت الآية فى أبى بكر، ونزلت الآية فى عمر، ونزلت فى قوم كذا، ثم رأيته قولا لمجاهد والضحاك والحسن بن الفضل.

والقرآن اسم لهذا الكتاب المنزل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو مشتق من القرء وهو الجمع، لأنه جمع آيات وسور هاديا أو ذا هدى، وأحكاما وقصصا وأمثالا وغير وذلك مذهب الزجاج، لكنه قال هو وصف مشتق من القرء بمعنى الجمع، يقال قرأت الماء فى الحوض، أى جمعته، ولعله أراد أنه وصف فى الأصل. قال أبو عبيدة سمى بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض. وقال الراغب لا يقال لكل جمع قرآن، ولا لجمع كل كلام قرآن، وإنما سمى قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب السابقة المنزلة، وقيل لأنه جمع أنواع العلوم كلها، وحكى فضرب قولا أنه سمى قرآنا لأن القارئ يلفظه من فيه، أخذا من قول العرب ما قرأت الناقة سلا قط، أى ما رمت بولدها، أى ما أسقطت ولدا، أى ما حملت قط، والهمزة فى ذلك كله أصل، والألف والنون زائدتان، ووزنه فعلان، وإذا سمع أو قرئ قرآن بلا همزة فكذلك، لكن نقلت حركة الهمزة للراء فحذفت الهمزة، وكذا قال اللحيانى وقوم إنه مهموز، وإن الزائد هو الألف والنون مصدر فى الأصل من قرأت بوزن فعلان كالغفران والرحجان. سمى به الكتاب تسمية للمصدر، وقال الشافعى وجماعة هو اسم علم ليس مشتقا خاص بكلام الله وهو غير مهموز، ووزنه فعال، وبه قرأ ابن كثير هنا، وحيث وقع وقرانا وقرانه حيث وقع إذا كان اسما بغير همزة، والباقون بالهمزة، وإذا وقف حمزة وافق ابن كثير، أخرج البيهقى والخطيب وغيرهما عنه أنه كان يهمز قرأت ولا يهمز القرآن، ويقال اسم الكتاب الله مثل التوراة والإنجيل وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، وقال قوم منهم أبو الحسن الأشعرى مشتق من قرنت الشئ بالشئ إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، لقرن الآيات والحروف والسور، وقال الفراء مشتق من القرينة، لأنه يصدق بعضه بعضا ووزنه أيضا على القولين فعال بأصالة النون، ورد الزجاج ذلك بأن ترك الهمزة تخفيف بحذفه بعد نقل حركته، واختار السيوطى قول الشافعى. { هدى للناس } من الضلالة وهو حال من القرآن مبالغة أو بمعنى هاديا أو ذا هدى. { وبينات من الهدى } دلائل واضحات مما يهدى به إلى الحق، فالهدى هدى مصدر بمعنى مفعول، أى من الكلام المهدى به، أو بمعنى فاعل، أى من الكلام الهادى، وليس متكررا مع قوله { هدى للناس } ، كما علمت من تفسير فهو كقولك زيد عربى من خالصى العرب، وزيد عربى محض فى العرض، أو المعنى هذا على الإجمال، { وبينات من الهدى } على التفصيل.

{ والفرقان } عطف على الهدى، أى وبينات من الكلام الفارق بين الحق والباطل، والهدى الثانى والفرقان جنس ما به الهداية، والفرق بين الحق والباطل مطلقا، أو جنس كلام الله تعالى مما هو كتاب، وهو كتب الله، ومما هو وحى غير كتاب الله. { فمن شهد } حضر فى وطنه غير مسافر عنه. { منكم } أيها المؤمنون، وخصهم لأنهم المنتفعون بالخطاب، ولو كان غيرهم أيضا مكلفا أو أيها الناس المكلفون كلهم. { الشهر } شهر رمضان مفعول لشهد، لأن شهد متعد كحضر، وإن شئت فاجعله ظرفا، وقدر المفعول، أى حضر وطنه فى الشهر، وإن شئت فاجعله لازما والشهر ظرفا، بمعنى من لبث فى الشهر أو أقام فيه وإن قلت كيف صح أن يكون مفعولا والمسافر أيضا شاهد للشهر؟ قلت لأن المعنى شهد الشهر وحضره وهو فى وطنه. { فليصمه } الهاء مفعول به على التوسعة، أو ظرف ولا إشكال فى جعل الشهر مفعولا به إذا أريد به الهلال، أى فمن عاين الهلال ورآه فليصم صومه، فحذف آخرا. ووجه إضافة الصوم للهلال أنه يكون برؤية الهلال، وكذا إن قدر أولا، أى فمن شهد منكم هلال الشهر فليصمه، أى فليصم الشهر لكن لا بد على الوجهين، من أن المعنى من أن المعنى من عاين الهلال فى الوطن، والفاء فى قوله { فمن شهد } للتفريع على قوله

Shafi da ba'a sani ba