Hamayan Zad Zuwa Gidan Gobe
هميان الزاد إلى دار المعاد
Nau'ikan
وذكرت أحاديث من ذلك فى تحفة الحب فى أصل الطب. { بما كانوا يفسقون } ما مصدرية أى بسبب كونهم يفسقون أى يخرجون عن الطاعة.
[2.60]
{ وإذ استسقى موسى لقومه } أى طلب السقيا لهم لما عطشوا وسألوه من أين يشربون أو سألوه أن يدعو لهم بالسقى. { فقلنا اضرب بعصاك } هى من آس الجنة بهمزة فألف فسين مهملة، وهو شجر يسمى المرسين وعن ابن عباس هى من العوسج من الجنة، ويطلق الآس على الشجر مطلقا، ولتلك العصى شعبان يتقدان فى الظلمة نورا وكانت على طول موسى عشرة أذرع، واسمها عليق، وقيل بنعة حملها آدم معه من الجنة فتوارثها الأنبياء حتى وصلت إلى شعيب فأعطاها موسى قبل، وكانت تحمل على حمار إذا لم يحملها موسى فإن حملها فهى خفيفة عليه. وقال الحسن هى عصى قطعها من شجرة ويجب إدغام باء اضرب فى باء بعصاك ولو كانت من كلمتين بسكون الأول، إلا أن وقف على الأول أو وصل بنية الوقف، ولا يدغم نافع من ذلك إلا ما كان ساكنا بخلاف أبى عمرو فإنه لم يدغم من المثلين فى كلمة إلا فى موضعين { مناسككم } فى هذه السورة و { سلككم } فى المدثر، وأظهر ما عداهما كجباههم، ووجوههم، وبشرككم وأتجادلوننا وأتعداننى، وأما المثلان من الكلمتين فإنه يدغم أولهما سواء كان.......... هنا سقطت صفحتان من الأصل. ثوبه ليغتسل وذلك أن بنى إسرائيل آذوه بقولهم إن بيضتيه منتفختان فأراد غسلا فوضع ثوبه على حجر ففجر الحجر بالثوب فتبعه يقول ثوبى حجر أى دع ثوبى يا حجر فرآه سالما مما قالوه فأشار إليه جبريل بحمله، وقال إن الله يأمرك أن ترفع هذا الحجر له فيه قدرة، ولك فيه معجزة، فوضعه فى مخلاة فلما سألوه السقيا قيل { اضرب بعصاك الحجر } فكان يضربه كلما نزلوا فينفجر منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين، وإذا أراد الارتحال تيبس، وقيل كما مر يضربه فيتيبس، وقيل هو حجر حمله من جبل الطور مربع، تنبع من كل وجه ثلاث أعين تسيل كل عين فى جدول إلى سبط، وكانوا ستمائة ألف وسعة العسكر اثنا عشر ميلا، وقيل هو حجر أهبطه آدم من الجنة فتوارثه الأنبياء حتى وقع إلى شعيب فأعطاه له مع العصى، وقيل إنه حجر من رخام وقيل من الكذان وهى الحجارة اللينة، قال ابن عباس كان حجرا خفيفا مربعا قدر رأس الرجل، وقيل طوله ذراع وعرضه ذراع، وروى أنه من جبل الطور على قدر رأس الشاة يلقى فى كسر جولق ويرحل به، وذكر أنهم لم يكونوا يحملون الحجر لكنهم كانوا يجدونه فى كل مرحلة فى منزلته من المرحلة الأولى وهذا أعظم آية لهم. { فانفجرت } أى فضربه بها فانفجرت، أى نبعت أو سالت، والجملة عطفت على محذوف، ويجوز أن يكون جواب شرط محذوف، أى فإن ضربته انفجرت، فالفاء الداخلة على انفجرت هى التى فى قولنا فإن ضربته، أو هى الرابطة وجدت فى الجواب، ولو صلح شرطا لتدل على الشرط المحذوف، وقيل التقدير فإن ضربته فقد انفجرت، وبالأول قال ابن هشام وهو المشهور.
والثالث ضعيف وفيه مبالغة فى وجود الانفجار ، أى إن حصل الضرب فلا بد من أنه قد حصل الانفجار، ومثل هذا الكلام مما يقال بعد الحصول وقبله، وهكذا ظهر لى فى توجيه هذا الوجه. وقال ابن هشام أى فضرب فانفجرت. وزعم ابن عصفور أن الفاء فى انفجرت هى فاء فضرب، وإن فاء فانفجرت حذفت ليكون على المحذوف دليل ببقاء بعضه وليس بشىء، لأن لفظ الفاءين واحد فكيف يحصل الدليل، وجوز الزمخشرى ومن تبعه أن تكون فاء الجواب أى فإن ضربت فقد انفجرت، ويرده أن ذلك يقتضى تقديم الانفجار على الضرب، مثل
إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل
إلا إن قيل فقد حكمنا بترتيب الانفجار على ضرب.. انتهى. { اثنتا عشرة } بسكون الشين وقرئ بكسرها وبفتحها وذلك ثلاث لغات فى عشرة بالتاء ركب أو أفرد. { عينا قد علم كل أناس مشربهم } أى عرف كل قوم موضع شربهم من تلك العيون ولكون علم بمعنى عرف تعدى لواحد، وإنما كان بمعنى عرف لأن المعنى معرفة نفس المشرب والمشرب اسم مكان وهو العين، أى عرف كل سبط عينهم التى يشربون منها لا يشاركهم فيها غيرهم، والسبط فى بنى إسرائيل كالقبيلة فى العرب وأناس اسم جمع لا واحد له من لفظه، بل من معناه كرجل وامرأة. { كلوا } مفعول لقول محذوف معطوف على القول الأول وهو قوله { فقلنا اضرب } أى وقلنا كلوا. { واشربوا من رزق الله } مما رزقكم الله من المن والسلوى وماء العيون، وقيل أراد بالرزق ماء العيون، لأن الماء يشرب وما ينبت منه يؤكل من الزرع والثمار، ويرده أن مأكولهم فى التيه المن والسلوى فقط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها "
رواه مسلم والترمذى والنسائى. { ولا تعثوا } لا تفسدوا. { فى الأرض } أرض التيه وغيرها إذا خرجتم منها. { مفسدين } حال مؤكدة لعاملها كما قال ابن مالك وابن هشام وغيرهما فإن العثو والإفساد بمعنى واحد وهما هنا المعصية، والماضى عثى بكسر الثاء مثل رضى وياؤه عن واو ، وقيل العثى أشد الفساد، فالإفساد أعم منه والحال مؤكدة، لأن معنى العام موجود فى الخاص مع زيادة فى الخاص، والعيث كالعثى لكنه غالب فى المخسأة، وقد يجعل مفسدين حالا باعتبار أن العثى قد يكون فى الفساد، ولو كان الغالب كونه فيه فيقال قيده بالإفساد احترازا من العثى الذى هو غير فساد كمقابلة الظالم المعتدى بفعله، وكما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة، فإن ذلك غير منهى عنه فى الجملة، وفى الحجر معجزة عظيمة إذا كان ينفجر منه الماء الكثير وهو صغير، ولكن انفجار الماء من بين أصابع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم، لأن انفجار الماء من اللحم والدم غير معتاد ولا سيما أنه انفجر من بين أصابعه، وروى منه الجم الغفير، ومن أنكر مثل هذه المعجزات فلغاية جهلة بالله تعالى وقلة تدبره فى عجائب صنعه، فهذا حجر المغنطيس مشاهد يجذب الحديد فما دعاء أن يستحيل أن يخلق الله حجرا يسخره يجذب الماء من تحت الأرض، أو لجذب الهواء من الجوانب ويصيره ماء بقوة البرد، وكذا فى الأصابع وذلك مجازات مع ذلك الجاهل، وإلا فالله سبحانه وتعالى خلق الماء فى الحجر وبين الأصابع بلا جذب من الأرض ولا يجذب الهواء وتصيره ماء وهو أعظم فى الحجة، قال فى المواهب، وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم هو أشرف المياه فقال القرطبى قصة نبع الماء من بين أصابعه قد تكررت منه صلى الله عليه وسلم فى عدة مواطن فى مشاهد عظيمة، ووردت من طريق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعى المستفاد من التواتر المعنوى، ولم نسمع بمثل هذه المعجزة عن غير نبينا صلى الله عليه وسلم.
حيث نبع الماء من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه، وقد نقل ابن عبد البر عن المزنى أنه قال نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أبلغ فى المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصى فتفجرت منه المياه، لأن خروج الماء من الحجارة معهود بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم، وقد روى حديث نبع الماء جماعة من الصحابة منهم أنس وجابر وابن مسعود، فأما حديث أنس ففى الصحيحين قال
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع يده فى ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم "
Shafi da ba'a sani ba