وأكلةٍ قدّمَتْ للهُلكِ صاحبَها ... كحبّةِ الفَخِّ دقَّتْ عُنْقَ عُصفورِ
للقمةٌ بجَريشِ الملحِ تأكلها ... ألذُّ من تمرةٍ تُحْشى بزُنْبورِ
وقال عبد الله بن المبارك:
يا عُدولَ البلادِ أنتم ذِئابٌ ... سَترتكم عن العيونِ الثّيابُ
غيرَ أنَّ الذئابَ تصطادُ وحشًا ... ومباآتُها القِفارُ اليَبابُ
ويَصيدُ العدولُ مالَ اليتامى ... باقتناصٍ كما يصيدُ العُقابُ
عَمّروا موضِعَ التصنعِ منهم ... ومحلُّ الإخلاصِ منهم خرابُ
أنشدني قاضي سجستان لابن الرومي:
ومعشرٌ قلتُ إذْ حسِبتهُمُ ... بحملهم للرِّكاءِ مُبْتَهلهْ
مَنْ معشرُ القومِ قالَ قائلُهم ... أصحابُنا الزاهدونَ والحَملَهْ
فلم أزلْ مولَعًا بصحبتهم ... حتَّى تيقّنتُ أنهم أكلَهْ
وقال أبو القاسم بن أسد العامري:
شاعرُ خوارزْمَ جاءَ مُعترضا ... وأقبلَ العامريُّ فاقْترضا
فنتفَ العامريُّ لحيتَه ... ودسَّها في حِرامِّه ومضَى
وقال آخر في الفضل بن مروان:
إلى النّارِ فليرحلْ ومَنْ كانَ مثله ... علَى أيِّ أمرٍ فاتنا منه نأسَفُ
لَعمرُكَ ما يبكي بعينٍ سَخينةٍ ... علَى الفضل إلاَّ ماجِنٌ أوْ مُكلَّفُ
وقال أبو الفتح:
علَى بابِ سُلطاننا عُصْبةٌ ... يُقِرّونَ أعينَ أعدائهمْ
كُفاةٌ ولكنّهم يَسرقو ... نَ ثلاثةَ أرباعِ أسمائهمْ
وقال ابن بسّام:
قالوا خليفتُنا قد ماتَ قلتُ لهم ... في الكلبِ منه وفي أمثالِه خَلَفُ
حتَّى إذا قامَ شرٌّ منه قلتُ لهم ... الآنَ طابَ عليه الهمُّ والأسَفُ
وقال الحمدوني:
يا ابنَ حربٍ كسَوتَني طيلسانًا ... ضَجّ من صُحبةِ الزَّمانِ وصَدَّا
طالَ تَرْداده إلى الرّفاءِ حتَّى ... لو بَعثناهُ وحدَه لتَهدَّى
أنشدني الحصين بن محمد مولى أمير المؤمنين:
قلْ للّذي لم يعُدْ سَقامي ... فالقلبُ منه علَى حَزازَهْ
من لم يَعُدْنا إذا مَرِضْنا ... إنْ ماتَ لم نشهدِ الجنازَهْ
وقال آخر:
مَرضتُ ولم يعُدْني في شَكاتي ... من الإخوانِ ذو كرمٍ وخيْرِ
فإنْ مَرِضوا وللأيَّام حُكمٌ ... سينفُذ في الصغير وفي الكبيرِ
عكفتُ علَى المُدامةِ والمَلاهي ... وإن ماتوا خَريتُ علَى القُبورِ
وقال منصور الفقيه:
وقال الطانِزونَ له فقيهٌ ... فصعَّدَ حاجبيهِ به وتاها
وأطرَقَ للمسائل أي بأنّي ... ولا يدري لعمرُكَ ما طحاها
وقال آخر:
طلعتُه في المريض صُبْحًا ... يزدادُ في علّةِ النفوسِ
ما زارَ في الأربعاءِ عليلًا ... إلاَّ دفنّاهُ في الخميسِ
وقال آخر في نعمان الطبيب:
أقولُ لنُعمانٍ وقد ساقَ طبُّه ... نُفوسًا نفيساتٍ إلى باطنِ الأرضِ
أبا مُنذرٍ أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا ... حَنانيكَ بعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ
وقال مضراب البوشنجي:
قد كنتُ أعرفُ عبدَ العزيزِ ... وترياقَه النافذَ النافعا
أقامَ ثمانيةً عندَه ... وأدرجَه يومَه التاسِعا
آخر:
لم أرَ في الحكّامِ كالمُسَيّحي ... يطمعُ في السَّلْحِ الَّذي لم يُسْلحِ
وقال محمد بن حازم الباهلي:
إذا استقلّتْ بكَ الركابُ ... فحيثُ لا درَّت السَّحابُ
وحيثُ لا يُرتجى إيابُ ... وحيثُ لا يوصَل الكتابُ
فدونَ موعدِكَ البلايا ... ودون تنويلِكَ العذابُ
وخيرُ أخلاقِك اللواتي ... تَعافُ أمثالَها الكلابُ
آخر:
هبْكَ من آلِ مَخْلَدٍ ولئنْ كن ... تَ فمنْ مخلدٍ إذا كنتَ منه
وقال آخر:
فأنتَ باللّيلِ ذئبٌ لا حريمَ له ... وبالنَّهارِ علَى سَمْتِ ابنِ سيرينِ
آخر:
ترى رجلًا ضخْمًا طويلًا وإنَّما ... عصا خروَعٍ بينَ العِمامة والنّعْلِ
آخر:
مُذْ تزوَّجتُ صفيَّهْ ... أنا منها في بليَّهْ
هيَ في السنِّ عجوزٌ ... وهي في العقلِ صبيَّهْ
لا صلاةٌ لا صيامٌ ... لا ولا في الخيرِ نيّهْ
فإذا صلَّتْ رياءً ... فعلى غيرِ تحيَّهْ
1 / 31