قالت أليس: «وأنا بإمكاني أن أنمو حتى طول عشر أقدام.»
قالت تريش: «بمقدور الفطر الوفاء بأغراض عديدة.»
قالت أليس: «ينبغي عليك تناول الفطر. أنت حزين ومرتبك في الوقت ذاته. سيساعدك على أن تنمو لحجم أكبر أو أصغر حسب الظروف.»
قال جونزاليس معترفا: «ربما كنت حزينا ومرتبكا، لكنني أعتقد أنه سيزيدني سوءا.» ومن حوله أخذ ضوء الغرفة يخفق قليلا، وبدأت الأشكال الموجودة عن حافة رؤيته تهتز.
قالت يوريديس: «الارتباك وصولا إلى الوضوح. إذا كنت عاجزا عن الخروج من تحت الأرض، فعليك أن تتعمق أكثر.»
فكرة سخيفة، لكنها علقت في ذهنه. سأل جونزاليس: «هل يتناول أعضاء الجمعية الفطر بعد عملية الاتصال؟» في أحيان كثيرة كان يستعد للدخول في البيضة عن طريق تناول بعض العقاقير ذات التأثير النفسي، فلماذا لا يحدث العكس، بحيث يتم تناول الفطر بغرض التعافي من عملية الاتصال؟ وفكر في نفسه: «منطق ما تحت الأرض، صورة معكوسة.»
شعر فجأة بقلق عارم يتملكه، بحيث استطاع أن يتنفس بالكاد. ترنح قليلا، ثم جلس على كرسي ونظر إلى الأخريات. شاهدته الفتيات الثلاثة وهو يتنفس بعمق. قال: «أريد تناول الفطر .»
سألته تريش: «أأنت متأكد؟» «أريد ذلك.»
قالت: «حسنا، أولا سأطعم التوءمين، ثم أجهز لك الفطر.»
ذهبت تريش إلى الثلاجة وأخرجت منها كيسا بلاستيكيا مليئا بخليط من الخضراوات والفاصوليا المبرعمة. نزعت السدادة المطاطية من فوهة دورق إرلنماير وصبت منه الزيت في قاع قدر معدنية مطلية كانت تسخن على موقد غازي مفتوح. انتظرت حتى ظهرت بعض خيوط الدخان الفاتحة من القدر ثم ألقت فيه الخضراوات والفاصوليا وقلبت الخليط لدقيقة أو اثنتين. بعد ذلك أطفأت قدر طهي الأرز الكهربائي، وهو عبارة عن علبة معدنية مطلية بالسيراميك لها لون أحمر زاه، ثم حملته إلى حيث تجلس التوءمان.
Shafi da ba'a sani ba