انظروا في هذه الآيات(1) هل بعدت منكم معانيها(2)؟ أو سلمتم مما فيها؟ ألم تعلموا(3) أن الله سبحانه حكم على بقية بني إسرائيل في وقت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنهم قاتلون الأنبياء الذين قتلهم أسلافهم؛ فقال تعالى: {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}[البقرة:91] وزمانهم غير زمانهم، ومكانهم غير مكانهم، لما كانوا مطابقين لهم في الرضا بتلك الأفعال(4) فكيف تنكرون قتل العلماء وأنتم مباشرون لذلك، وسالكون في قتلهم أوضح المسالك(5)، ومن العجائب أنهم ربما انتقوصنا والنقص علينا وعليهم واحد(6) لأن القاسم بن إبرهيم(7) يجمعنا، فإن يقولون(1) من هنالك أنهم سادوا وذللنا، فإن كان الكلام في شرف الدنيا فنحن قبل «قيام»(2) دولة المنصور كما تعرفون إن لم نزد عليهم لم ننقص عنهم إلا أن يكابروا فبيننا في ذلك قبائل همدان(3) فالكل بين «أظهرهم حاسدنا ومحسودنا، وناشئنا ووليدنا»(4) وما غطى ولا كتم من استشهد بالسواد الأعظم(5) وإن كان في شرف الآخرة فالإمام المنصور بالله -عليه السلام- يقول: بأنه(6) ليس بينه وبين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من هو من أهل الجنة، ونظم في ذلك وقال(7):
والله ما بيني وبين محمد ... إلا امرئ هاد نماه هادي(8)
وهذا لعمري(9) شرف عميم، وكرم جسيم، لا ننكره ولا نرده، ولا نحسده عليه.
وكذلك ما قاله في نفسه نظما ونثرا من حملها على الفضائل ورفعها عن الرذائل كما قال(10):
Shafi 64