Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Nau'ikan
وأخيرا، حاذروا ظلم المنفرد؛ إذ ليس بوسعه أن ينسى وأن يبادل الظالمين ظلما، وما المنفرد إلا بئر عميقة يسهل على من يشاء أن يلقي فيها حجرا، ولكن من يقدر أن يستخرج هذا الحجر إذا بلغ قعر البئر السحيق؟
احترسوا من إهانة المنفرد، وإذا أنتم حقرتموه فأجهزوا عليه بقتله.
هكذا تكلم زارا ...
الطفل والزواج
لي سؤال أخصك به لأسبر أعماق روحك يا أخي: أنت في مقتبل العمر وتتمنى أن يكون لك زوجة وولد، ولكن قل لي هل أنت الرجل الذي يحق له هذا التمني؟ أأنت الظافر المنتصر على نفسه، الحاكم على حواسه، السائد على فضائله؟ أم أن تمنيك هذا ليس إلا شهوة حيوان أو خشية منفرد أو اضطراب من قام النزاع بينه وبين نفسه؟
إن ما أريده منك هو أن تتوق بانتصارك وحريتك إلى التجدد بالولد؛ إذ عليك أن تقيم الأنصاب إلى ما فوق مستواك، وهل بوسعك أن تفعل إذا لم تكن متين البنية من رأسك إلى أخمص قدميك؟
ليس عليك أن ترسل سلالتك إلى الأمام فحسب، بل عليك بخاصة أن ترفعها إلى ما فوق. فليكن عملك في حقل الزواج منصبا إلى هذه الغاية.
عليك أن توجد جسدا جوهره أنقى من جوهر جسدك؛ ليكون حركة أولى وعجلة تدور لنفسها على محورها، فواجبك إذن إنما هو إبداع من يبدع.
ما الزواج في عرفي إلا اتحاد إرادتين لإيجاد فرد يفوق من كانا علة وجوده، فالزواج حرمة متبادلة ترسو على احترام هذه الإرادة.
ليكن هذا معنى زواجك وحقيقته، أما ما يدعوه الدخلاء الأغبياء زواجا فأمر أحار في تعريفه، فما هو إلا مسكنة روحية يتقاسمها اثنان، ودنس يتمرغ به اثنان، ولذة بائسة تتحكم في اثنين، ولكن الدخلاء يرون في مثل هذا الزواج رباطا عقدته السماء.
Shafi da ba'a sani ba