Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Nau'ikan
لا نريد أن يراعينا خيرة أعدائنا، كما لا نريد أيضا أن يراعينا من نحبهم من صميم الفؤاد.
دعوني أعلن لكم الحقيقة.
إنني أحبكم من صميم الفؤاد، أيها الرفاق في المعارك، فما أنا الآن إلا، كما كنت في الأمس، جندي مثلكم، فأنا إذن من خيار أعدائكم. دعوني أعلن الحقيقة لكم.
إنني عارف ما في قلوبكم من حقد وحسد، فأنتم من العظمة بحيث لا يمكنكم أن تتجاهلوا الحقد والحسد، فلتكن عظمتكم رادعة لكم عن الخجل بما في قلوبكم، وإذا امتنع عليكم أن تكونوا أولياء في معرفة الحق فكونوا على الأقل جنودا يكافحون من أجل هذه المعرفة، وما المكافحون إلا طليعة الأولياء.
لقد كثر عدد الجنود فليتني أرى مثل هذا العدد من المحاربين، وعسى ألا تكون سرائرهم على طراز واحد كالألبسة التي يرتدونها.
لتكن أنظاركم منطلقة تفتش على عدو لكم، وقد لاحت في لمعاتها بوادر البغضاء. عليكم أن تجدوا العدو لتصلوا معه حربا تناضلون فيها من أجل أفكاركم، حتى إذا سقطت هذه الأفكار في المعترك، ينتصب إخلاصكم هاتفا بالظفر.
أحبوا السلام كوسيلة لتجديد الحروب، وخير السلام ما قصرت مدته. إنني لا أشير عليكم بالسلم، بل بالظفر، فليكن عملكم كفاحا وليكن سلمكم ظفرا.
لا اطمئنان في الراحة إذا لم تكن السهام مسددة على أقواسها، وما راحة الأعزل إلا مدعاة للثرثرة والجدال، فليكن سلمكم ظفرا ...
تقولون إن الغاية المثلى تبرر الحرب، أما أنا فأقول لكم إن الحرب المثلى تبرر كل غاية، فقد أتت الحروب والإقدام بعظائم لم تأت بمثلها محبة الناس، وما أنقذ الضحايا حتى الآن إلا إقدامكم لا إشفاقكم.
إنكم تتساءلون عن الخير، وما الخير إلا الاتصاف بالشجاعة، فدعوا صغيرات الأطفال يقلن: «إن الخير في اللطف والجمال.»
Shafi da ba'a sani ba