Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Nau'ikan
لا تنسوا هذه الليلة وهذا العيد، أيها الرجال الراقون فقد أبدعتم فيما اخترعتم وما يوجد مثل هذه الأعياد إلا الناقهون؛ لأنها نذير الشفاء.
فإذا ما احتفلتم بهذا العيد عيد الحمار، فاصنعوا هذا محبة بأنفسكم ومحبة بي، اصنعوا هذا لذكري ...
هكذا تكلم زارا ...
نشيد الثمل
1
وبينما كان يتكلم خرجوا الواحد تلو الآخر إلى الهواء الطلق وقبض زارا على ذراع أقبح العالمين، وخرج به ليريه مشاهد الليل والشلالات المتدفقة قرب غاره مفضضة بشعاع القمر، وأمام هذه الشلالات وقف جميع هؤلاء الشيوخ وقد تسرب العزاء إلى قلوبهم فشدد عزائمهم، وكان كل منهم معجبا بذاته، وقال زارا في نفسه، لكم تشوقني رؤية هؤلاء الراقين الآن.
وعندئذ وقع أغرب حادث شهده القوم طوال يومهم؛ إذ رأوا أقبح العالمين يهدر مفتشا على كلمات لبيانه، فإذا به يتناول مسألة خطيرة ذهبت تهز أحشاء السامعين.
قال: أيها الأصحاب، هذه لأول مرة أحيا فيها الحياة كلها بيوم واحد، فقد كفاني هذا العيد بصحبة زارا لأتعلم محبة الأرض، فيمكنني الآن أن أقول للموت: أهذه هي الحياة؟ إذن أعدني إليها مرة أخرى.
أفلا تريدون أيها الأصحاب أن تقولوا للموت ما أقوله له أهذه هي الحياة إذن أعدنا إليها من أجل محبة زارا مرة أخرى.
هكذا تكلم أقبح العالمين وكان الليل قد قارب الانتصاف.
Shafi da ba'a sani ba