Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Nau'ikan
ما أنت إلا مسخ تمثال إلهي يلتمع في صقيعه، وليس له جلال هذا التمثال ولا صمته منصوبا على مدخل بيت الله.
ما أنت إلا عدو كل هيكل مشيد للفضيلة فمسرحك القفار حيث تشب حرا طليقا، وإذا ما حصرت في مسكن قفزت من نوافذه مستسلما لتصاريف الحدثان ذاهبا بهدير شهوتك في مجاهل الغاب بين الوحوش الكاسرة الرقطاء الجميلة كالمعصية وقد قطرت أشداقها شبقا ودماء فتسرح بينها متوحشا زحافا كاذبا.
أو أنت أشبه بالنسور التي تحدق طويلا في الأغوار حتى إذا لاحت الخرفان في مراعيها انقضت عليها. إنها لعدوة الخراف وكل من له نظراتها وصوفها ووداعتها. •••
ما شهوة الشاعر إلا شهوة النسر والنمر.
تلك هي شهوتك المقنعة بألف وجه أيها المجنون، أيها الشاعر!
لقد نظرت إلى الإنسان كأنه نعجة فمزقت الله فيه كما مزقت النعجة وأنت تقهقه ضاحكا.
تلك هي لذتك، أيها الشاعر، إن هي إلا لذة نسر ونمر، لذة شاعر ومجنون.
لقد جنحت يوما في الهواء البليل جنوح الهلال الحسود على وهج أنوار الغروب، هاربا من النهار عدوه اللدود متواريا عن شجيرات الورود إلى أن يغمرها الظلام ماحيا أشباحها.
أجل لقد جنحت فيما مضى جنوح الهلال هاربا من جنون الحقيقة وشهوة النور، تعبت من النهار ومن أضوائه فانحدرت عليلا نحو المغرب إلى مطارح الظلام، وقد أحرقتني الحقيقة بسعارها.
أفما تذكر أيها القلب الملتاع محنة تعطشك في ذلك الحين؟
Shafi da ba'a sani ba