222

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Nau'ikan

وإذا كنت أنا ذرة مفتدية في بحر الرمال أعمل على مزج الأشياء في كأس العقاقير، فما ذلك إلا لأن في الوجود ملحا يلتحم به الخير مع الشر، وما الشر إلا أحد التوابل التي تزبد الكأس فترغي طفاحا.

فكيف لا أحن إلى الأبدية ولا أضطرم شوقا إلى خاتم الزواج، إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء.

إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأبنائي إلا المرأة التي أحبها؛ لأنني أحبك أيتها الأبدية.

إنني أحبك أيتها الأبدية.

5

إذا كنت أحببت البحر وكل ما يشبه البحر وما اشتد هيامي به إلا عند مقاومته لي بزوابعه، وإذا كنت أحمل في نفسي غبطة المستكشف، الغبطة التي تدفع بالشراع إلى المجاهل وتملأ رواد البحار حبورا، وإذا كنت قد صرخت في حبوري: لقد توارت أواخر الشواطئ عن عياني، فتحطمت بتواريها آخر حلقة من قيودي، فها أنذا الآن في وسط المدى الفسيح الصاخب بعيدا عن توالي الأمكنة والأزمان، فهيا بنا، يا قلبي الهرم إلى الأمام!

أواه! كيف لا أتوق إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج، إلى دائرة الدوائر حتى يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء.

إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأبنائي إلا المرأة التي أحبها؛ لأنني أحبك أيتها الأبدية.

إنني أحبك أيتها الأبدية.

6

Shafi da ba'a sani ba