208

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Nau'ikan

احتفظي أيتها الإرادة للخاتمة بآخر عظمة فيك، كيلا يهي عزمك عند نوالك الظفر؛ لأن ليس من أحد لا يسقط عندما يبلغ الانتصار.

وا أسفاه! أية عين لم يغشاها الظلام في سكرة الظفر، سكرة الغسق، وا أسفاه! أية قدم لم تتعثر ولم تتحول عن مسلكها ساعة الانتصار.

إنني أعد نفسي لأكون ناضجا للظهيرة العظمى، فألقاها صلبا ألانته النار للانطباع، وغمامة تتمخض بالبروق، وضرعا يتفجر بدره.

أريد أن أهيئ ذاتي وصميم إرادتي فأصبح كالقوس ألتوي شوقا لاحتضان سهمه، وكالسهم يطير شوقا نحو كوكبه.

أريد أن أكون الكوكب المتألق بأنواره في الظهيرة العظمى، وقد هزته الغبطة والسهم السماوي يخترقه ليفنيه.

أريد أن أتحول شمسا وإرادة شمس لا تتزعزع، فأكون مهيأ للاندثار في أفق الانتصار.

هذا ما أطمح إليه، فلنضع حدا يا إرادتي لكل الصغائر، أنت مقصدي، فاحفظيني للظفر الأعظم.

النقاهة

1

وما كانت مضت أيام طويلة على عودة زارا واستقراره في غاره، حتى هب يوما من رقاده كالفاقد الرشد، وأخذ يصيح ويعربد مشيرا إلى مرقده كأن عليه شخصا غريبا يحاول طرده، وساد القلق حيواني زارا؛ فدارا حوله وحكم الرعب جميع الحيوانات الأخرى، فإذا هي تدب وتزحف وتتطاير هاربة إلى بعيد.

Shafi da ba'a sani ba