Hakadha Takallam Zaradusht

Filiks Faris d. 1358 AH
182

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Nau'ikan

الشهوة أعظم لذة ترمز إلى السعادة والأمل الأسمى؛ لأن في الحياة أشياء كثيرة حق لها أن تتمتع بالاقتران بل بأكثر منه، فهنالك أشياء بعدت شقة الانفصال بينها بأكثر من انفراجها بين الرجل والمرأة، ومن ترى تمكن يوما من أن يدرك حقيقة تباعد أحدهما عن الآخر ومدى الشقة بينهما؟

إن الشهوة ... سأضع حصونا بين أفكاري، وأمتنع عن الكلام كيلا يجتاح جنتي الخنازير والمتهوسون.

أما الطموح إلى التحكم فسوط يلهب أشد القلوب قسوة، وعذاب استشهاد يعد للطغاة لهبا قاتما من محارق الأحياء.

إن الطموح إلى التحكم لجام قاس تراض به أشد الشعوب غرورا، فهو المداعب للفضائل الحائرة الممتطية صهوات الخيلاء.

إن الطموح إلى التحكم زلزال هدام لكل متداع قديم، فهو الثائر المحطم للقبور المكلسة يزمجر وينزل العقاب، وهو نبرة الاستفهام تتعالى تجاه كل جواب مبتسر.

إن للطموح إلى التحكم نظرات تحني هام الرجال فتجعلهم يزحفون زحفا، وتستعبدهم وتهوي بهم إلى دركة أحط من دركة الخنزير والأفعى إلى أن يأتيهم الاحتقار بالسكون.

ما الطموح إلى الحكم إلا المعلم المخوف يلقن الازدراء الأعظم صارخا بوجه المدن والممالك: أفسحي لي المجال ولا يزال يهتف حتى تنادي قائلة: إنني أفسح لك مجالا.

إن الطموح إلى الحكم يتعالى أيضا نحو الأتقياء والمنعزلين ليستهويهم فيذهب إلى ذرى الاعتزاز بالنفس كأنه غرام مشتعل يرسم في الخيال المسرات الحمراء الساحرة.

ومن له أن يدعو هذه الشهوة للتحكم طموحا، وما هي إلا اندفاع من الأعالي إلى الأعماق طلبا للقوة، وما أرى في مثل هذا الانحدار شيئا من حرارة الحمى ولا من أعراض الأدواء.

ليس للذري المنفردة أن تبقى أبدا منقطعة إلى نفسها، فلتنحدر الأنجاد إلى الأغوار ولتهب الرياح العالية في مناسف الأعماق.

Shafi da ba'a sani ba