Hakadha Takallam Zaradusht

Filiks Faris d. 1358 AH
148

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Nau'ikan

لا بد من أن تصبح وحوشكم نمورا وعقاربكم تماسيح، فيجد القناص في الغاب ما يرضيه.

والحق أن فيكم كثيرا من المضحكات يا رجال العدل والصلاح، ولشد ما يضحكني خوفكم ممن دعوتموه إبليسا، لقد بعد المجال بين روحكم وكل عظيم، فإذا ما لاح لكم الإنسان المتفوق بصلاحه أورثكم خوفا ورعبا، فإنكم أيها الحكماء والعلماء، ستولون الأدبار إذا ما لفحتكم الحكمة المشعة على الإنسان المتفوق في غبطته وعريه.

لقد وقعت عيني عليكم، أيها العظماء، فأدركت هذا السر، وهأنذا أعلنه لكم: إنكم ستصفون الإنسان المتفوق الذي أنبئكم به بأنه شيطان الشياطين.

أتعبني هؤلاء العظماء، وأشدهم إرهاقا لي أوفرهم عظمة، فأنا أتوقف إلى اجتياز مرتبتهم فأفوتها وأنا أتجه إلى الإنسان المتفوق.

لقد عرتني هزة عندما شاهدت خيار العظماء في عريهم، فشعرت بجناحين استنبتهما ساعداي لأحلق بعيدا عنهم في آفاق الدهور الآتية. إنني أتوجه إلى الدهور البعيدة، إلى الظهيرات الغارقة بأنوار لم يحلم بها الفن من قبل، فهنالك تتجلى الآلهة خجولة من كل ما يقع من حادثات على الأرض.

ليتني أراكم متنكرين، أيها الإخوة والأقرباء، أهل الصلاح والعدل، فتبدون بحللكم وقد نفخها الغرور، وليتني أجلس بينكم متنكرا أنا أيضا، كيلا أعرف من أنا؛ لأن هذه آخر حكمة لي من حكم البشر.

هكذا تكلم زارا ...

أعمق الساعات صمتا

ماذا جرى لي يا صحابي؟ لقد سادني الاضطراب؛ فأضعت هداي وأراني مندفعا بالرغم مني إلى الرحيل والابتعاد عنكم وا أسفاه.

أجل، على زارا أن يعود إلى عزلته، غير أن الدب يرجع إلى مغارته كئيبا حزينا، ماذا جرى لي ومن ترى يضطرني إلى الرحيل؟

Shafi da ba'a sani ba