Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Nau'ikan
ولم يراه هكذا؟ أفليس لأنه كثيرا ما علته حمرة الخجل؟
هذا ما يقوله طالب المعرفة أيها الصحاب: إن تاريخ الإنسان عار في عار.
ولذلك يفرض الرجل النبيل على نفسه ألا يلحق إهانة بأحد لأنه يستحيي جميع المتألمين.
إنني والحق أكره الرحماء الذين يطلبون الغبطة في رحمتهم، فإذا ما قضي علي بأن أرحم تمنيت أن تجهل رحمتي وألا أبذلها إلا عن كثب. أحب أن أستر وجهي عند إشفاقي وأن أسارع إلى الهرب دون أن أعرف، فتمثلوا بي أيها الصحاب.
ليت حظي يسوقني أبدا حيث ألتقي أمثالكم رجالا لا يتألمون، وفي طاقتهم أن يشاركوني آمالي وولائمي وملذاتي.
لقد قمت بأعمال كثيرة في سبيل المتألمين، ولكن كنت أرى أن الأفضل من هذا زيادة معرفتي في تمتعي بسروري. فإن الإنسان لم يسر إلا قليلا منذ وجوده، وما من خطيئة حقيقية إلا هذه الخطيئة.
إذا نحن تعلمنا كيف نزيد في مسرتنا فإننا نفقد معرفتنا بالإساءة إلى سوانا وباختراع ما يسبب الآلام.
ذلك ما يدعوني إلى غسل يدي إذا أنا مددتها لمتألم، بل وإلى تطهير روحي أيضا؛ لأنني أخجل لخجله وتؤلمني مشاهدتي لآلامه، ولأنني جرحت معزة نفسه بلا رحمة عندما مددت له يدي.
إن عظيم الإحسان لا يولد الامتنان بل يدعو إلى إيقاد الحقد، وإذا تغلب تافه الإحسان على النسيان فإنه يصبح دودا ناهشا.
لا تقبلوا شيئا دون احتراس، وحكموا تمييزكم عندما تأخذون، ذلك ما أشير به على من ليس لهم ما يبذلونه للناس.
Shafi da ba'a sani ba