Haka aka Halicce ni
هكذا خلقت: قصة طويلة
Nau'ikan
والله أسأل أن يهيئ لي فيما بقي من أيام حياتي سبيلا أهدى من السبيل التي اخترت إلى اليوم، وأن يكتب لي أن أموت راضية مرضية، وأن يجعل من توبتي ومن أيام شقوتي شفيعا عنده، إليه المرجع والمآب، وهو الحكم العدل اللطيف الخبير. •••
أتممت كتابة ما تقدم عشية الحج أول مرة، وكنت أحسب يومئذ أني فرغت من تدوين قصتي، ورسمت الطريق لما بقي لي في الحياة من أسابيع أو شهور أو سنين كثيرة أو قليلة، لكن القدر سرعان ما أثبت لي مرة أخرى أنه لا يعبأ بإرادتنا الإنسانية، وما نرسم أو نصور، وأنا أضعف أمامه من أن نثبت بإرادتنا شيئا في لوحه.
صحيح أني حججت وزرت مدينة الرسول، وعزمت أن أجاوره، لكن هذا العزم ما لبث أن عبثت به الأقدار، واضطرتني للعود إلى القاهرة لأواجه بها أقسى ما يواجه إنسان في حياته، وعدت فعزمت أن أقيم بالمدينة آملة أن أظل في رحابها حتى يقبضني الله بها، وأدفن في ترابها، فإذا هذا العزم لا يثبت للمرة الثانية أكثر مما ثبت للمرة الأولى، وإذا بي أضطر للمقام في مصر في جوار أحفادي، سعيدة بهذا الجوار، مشفقة من هذه السعادة، خائفة أترقب ما يخبئ الغد في طياته مما قد أنوء به.
وقد قصصت ذلك كله بعد زمن طويل من تدوين ما جرى في شبابي وبوادر كهولتي، ولست أدري أيعنى أحد بأن يطلع عليه، ولذلك تركته مع ما سبقه إلى من يستطيع أن يقطع فيه بحكم فينشره أو يهمله.
وسواء علي أنشرت هذه القصة أم لم تنشر، فحسبي أن دونتها، ولن أعود إلى قراءتها من بعد، فلي من هؤلاء الأحفاد ما يشغلني عنها، وعما كان زوجي الأول يسميه غيرتي وغروري.
والله أرجو أن يتوب علي ويغفر لي، إنه الغفور الرحيم.
Shafi da ba'a sani ba