وشطت نواها واستمر مريرها
ومنها البيتان اللذان غنيتهما. وهي طويلة.» •••
وكانت عزة قد سمعت القصة من قبل، ولكنها أرادت أن يسمعها طويس. فلما فرغت ليلى من حديثها قالت عزة: «إني لم أكن أجهل حديثك هذا ولا غيره، ولولا ذلك ما عرفتك من البيتين اللذين بعثت بهما تعرفينني بنفسك. فبالله ألا ذكرت لي سبب قولك ذينك البيتين فإنهما يدلان على أنفة تندران في المدن.»
قالت: «صدقت، إن العفة والحب النقي إنما يكونان في أهل البادية، وبنو عذرة أهل وادي القرى على مقربة من هذه المدينة مشهورون بهما. ولكن ذلك غير مقصور عليهم وإن كان غالبا فيهم. وقد قلت إن توبة كان يحبني وأحبه ولم أسمع منه ما يدعو إلى ريبة. ولكني اجتمعت به مرة بعد أن تزوجت وتزوج، فقال لي كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر، فقلت له:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه
وأنت لأخرى صاحب وخليل
فلم أعد أسمع منه ريبة قط.»
فضحك طويس وقهقه حتى كاد يستلقي ثم قال: «ما أشبه هذه العفة بعفة مخنثي المدينة، والله إن البداوة حلوة ولكني لا أحبها!»
Shafi da ba'a sani ba