ولما أيقن بموتها هم بأن يطعن نفسه بالخنجر، ولكنه شعر بيد أمسكت به وسمع صوتا يناديه: «تمهل يا حسن، إن سمية حية لا بأس عليها.» فالتفت فرأى ليلى الأخيلية وبيدها كوب ماء جاءت لترش سمية به. فقال لها: «ماذا تقولين؟ كيف تحيا سمية وقد تجرعت السم؟! إنه كاف لقتل أشد الرجال!»
قالت ليلى: «إن الذي تجرعته ليس سما فلا تخف!»
فوقف ذاهلا ثم قال لليلى: «لا تعلليني بالأوهام، إن سمية قد ماتت ولا بد لي من أن أموت لأنها ماتت لأجلي.»
قال ذلك ورفع يده بالخنجر فصاحت فيه ليلى: «تمهل يا حسن. إن سمية حية ولم تتجرع السم ولكنها في غيبوبة.»
قالت ذلك وتناولت بعض الماء بيدها ورشتها به فحركت رأسها ثم حركت شفتيها وقالت: «حسن ... حسن ... قتلوك قتلهم الله! إني ذاهبة إليك.»
فلما سمع صوتها جثا عند رأسها باكيا وقال لها: «سمية ... أنت حية يا حبيبتي؟ انظري إلي ... أنا حسن ... أنا حي يا حبيبتي وقد أنقذني الله ... افتحي عينيك يا سمية.»
ففتحت عينيها فلما رأته قالت: «ما هذه الأحلام؟ حسن؟ أين نحن يا حسن؟!»
فأجابها: «نعم أنا حسن يا سمية.»
فجلست وألقت نفسها عليه وأخذت في البكاء، فقال لها: «لا تبكي يا سمية إنني في خير.»
فقالت له ليلى: «دعها تبكي لتنفس عن كربتها وتصحو من سكرتها.» فسكت وترك سمية تبكي وتشهق، ثم رآها ترفع رأسها وتنظر إلى وجهه وتصيح: «حسن حبيبي ... هل أنا في يقظة أم في منام؟!»
Shafi da ba'a sani ba