أسما (تضم إحسان إلى صدرها) :
أراك في عذاب عظيم من مغالبة النفس والقلب الضعيف؛ فكم لك في هذا العناء يا ابنتي!
إحسان :
عام طويل يا أمي، بدأ الحب يتسرب إلى نفسي بباعث الغيرة في حفلة الرقص التي شهدناها في قصر السيدة دي لامول، ألا تذكرين؛ إنني طلبت إليك الرجوع إلى البيت قبل انتهاء الحفلة!
أسما :
أتذكر تلك الحادثة ... ولكن لم أخفيت عني أمرك إلى الآن؛ فربما كنت أتمكن من معالجة الداء قبل تمكنه من نفسك.
إحسان :
منعني الحياء، وظننت لنفسي قوة من الجلد والحكمة أدفع بها الطارئ المزعج فخاب ظني. آه يا أماه لو تعلمين ما قاسيت وما عانيت من وقر الآلام البارحة ولوعة الوجد المضني! إذن لرثيت لحالي ولرق قلبك لي.
أسما :
لا باعث أبدا للألم والشقاء إذا كان الذي علقه فؤادك حقيقة بيدك ؛ فأنت في حسن تحسدك عليه أجمل فاتنات هذه المدينة ... وفي أدب وعلم لا يقل عن مثل ما بلغت إليه أرقى متعلمة في المتحضرين ... ولك ثروة تأمنين معها الفقر ويطمع بها كل شاب، فما الذي يبعثك إذن على خشية الفشل والخيبة؟
Shafi da ba'a sani ba