حضرة المحترم
حضرة المحترم
حضرة المحترم
حضرة المحترم
تأليف
نجيب محفوظ
حضرة المحترم
1
انفتح الباب فتراءت الحجرة مترامية لانهائية. تراءت دنيا من المعاني والمثيرات لا مكانا محدودا منطويا في شتى التفاصيل. آمن بأنها تلتهم القادمين وتذيبهم؛ لذلك اشتعل وجدانه وغرق في انبهار سحري. فقد أول ما فقد تركيزه. نسي ما تاقت النفس لرؤيته، الأرض والجدران والسقف. حتى الإله القابع وراء المكتب الفخم. وتلقى صدمة كهربائية موحية خلاقة غرست في صميم قلبه حبا جنونيا ببهجة الحياة في ذروتها الجليلة المتسلطة. عند ذاك دعاه نداء القوة للسجود، وحرضه على الفداء، ولكنه سلك مع الآخرين سلوك التقوى والابتهال والطاعة والأمان. كالوليد عليه أن يذرف الدمع الغزير قبل أن يملي إرادته. وتلبية لإغراء لا يقاوم خطف نظرة من الإله القابع وراء المكتب، ثم خفض البصر متحليا بكل ما يملك من خشوع.
وكان حمزة السويفي مدير الإدارة يتقدم الموكب الصغير، فقال مخاطبا المدير العام: هؤلاء هم الموظفون الجدد يا صاحب السعادة ..
Shafi da ba'a sani ba