وقال الشاب هامسا: «بس حاسبي، أخويا صوته شبهي تمام، إوعي تغلطي فيه! ابقي اتأكدي إني أنا اللي برد.» - «أتأكد إزاي؟» - «لما أقول أنا أحمد ردي.» - «اسمك أحمد؟» - «أيوه، وانتي؟!»
وأطرقت، وارتفع ذيل الحصان في الهواء كثيرا، وكأنها ترفع راية الخجل، وغمغمت باسم لا يمكن أن يسمعه أحد، ولكن الولد لقطه وسمعه، عرفت هذا حين قال: «اسمك حلو قوي!»
ثم أردف بجرأة: «زيك.»
وسحب جاري رقبته الممتدة بسرعة وكأنما لسعته ولعة سيجارة، أو كأنما أحس أن الشاب يغازله هو، غير أنه لم يلبث أن أعاد رأسه إلى وضعه في الحال؛ حتى لا تفوته كلمة.
وكان الأوتوبيس يستعد للوقوف في محطة الجامعة، وكان الشاب هو الآخر يستعد للنزول، وقبل أن يأخذ طريقه إلى الباب همس: «لولا المحاضرة مهمة، كنت وصلتك! خلاص؟» - «خلاص.» - «النهارده؟» - «النهارده.» - «فاكرة النمرة؟» - «مش ح انساها.» - «طب كام؟»
وخجلت من نفسي وأنا أحاول أن أنافس الفتاة وأجهد ذاكرتي لأتذكر الرقم، ولكني فشلت.
وقالت الفتاة بسرعة وكأنها جهاز تسجيل: «مش 899592؟!»
وقال الشاب في انبهار: «برافو، أنا ح اقعد طول النهار جنب التليفون، أوريفوار»، وتدفقت الدماء إلى وجنتيها ترد.
وهبط الشاب، وبشعاع واحد من عينيها ودعته، واطمأنت على جمال مشيته، ثم عادت يدها تتسرب في وهن وهيام وتسمح ليد الأخ الأصغر أن تقبض عليها وتفعل بها ما تشاء.
ولست أدري كيف أدركت وهي في قمة حالتها هذه أن محطتها هي التالية، فقد وجدتها بعد قليل تجذب يد أخيها، وتأخذ طريقها إلى الباب.
Shafi da ba'a sani ba