Hadisi Isa dan Hisham
حديث عيسى بن هشام
Nau'ikan
هل وصل التدني بهذا الخائن إلى سكنى الخان، وسبحان مصرف الأحوال ومغير الأزمان، وكيف يطيب للمسكين عيش على هذه الحال، بعد عز النعمة ووفرة المال، أفكان رجوعي إلى الحياة على ما لا أرغبه ولا أرضاه، تعذيبا لي على ما فرطت في جنب الله، أولم يكن عنده سبحانه في الآخرة من عذاب النار، ما يغني عن التعذيب بالعار، في هذه الدار، رب إن الجحيم لأهون علي في العذاب والنكال، مما ألاقيه من الرزية في المال والعيال:
فليت وليدا مات ساعة وضعه
ولم يرتضع من أمه النفساء
عيسى بن هشام :
ليست السكنى في «الأوتيل» اليوم عن ذل وفقر، بل هي عن عز ويسر، فإن النفقة فيه عن بضعة أيام تكفي لنفقة شهر، على أكبر قصر بجواريه وخدمه، وأتباعه وحشمه، وقد دعا أولادكم إلى ذلك ولوعهم بأحكام التقليد للأجانب وإتقان الاقتداء بهم، والسعيد المنعم من أولاد الأمراء اليوم من يبيع عقاره ويرهن ضياعه لتتيسر له الإقامة في هذا الخان، ومنهم من يتعذر عليه مفارقة أهله فيؤتى له بالطعام من «الأوتيل» إلى البيت، وعنده الطباخ في أسفله والجواري الطاهيات في أعلاه.
الباشا (للبيطار) :
أرجوك أن تصف لصاحبي مكان «الأوتيل» الذي يسكنه ذلك الغلام فإن بي حاجة إلى لقائه.
البيطار :
كيف تخاطبني أيها الأمير بلفظ الرجاء، وأنا أنتظر في خدمتك أن تأمرني بما تشاء، وهل تظن أني أفارق ركابك أو أزايل معيتك مهما تقلبت الأحوال وتبدلت الأزمان؟ فهلم منك الأمر والإشارة وعلي السمع والطاعة.
أبناء الكبراء
Shafi da ba'a sani ba