66

Hadisi Isa dan Hisham

حديث عيسى بن هشام

Nau'ikan

في بطون الرمال، ويتمايل بها تمايل النشوان مالت به نشوة الخمر، وينثني انثناء الأغصان، هزها نسيم الفجر، فامتلأ الباشا، تعجبا واندهاشا، وسألنا الشرح والبيان، عن أمر هذا «البهلوان»، فقلت: هذه عجلة حادثة يختارها بعض الناس، على المركبات والأفراس، ومما يرغبهم فيها أنها لا تأكل ولا تشرب، ولا تهزل ولا تتعب، وهذا الراكب رجل من أهل القضاء، يركبها لرياضة الأعضاء، فأتبعه الباشا نظره فوجده قد سقط فجأة من فوق دراجته، فانفرط عقد الهيئة على سطح الأرض إلى ثلاثة أقسام: الراكب والعجلة والطربوش، ثم رأيناه تماثل للقيام فلم شعثه، وحاول أن يعلو الدراجة ثانية فلم يقدر عليها فسحبها بيده يجرها ويماشيها، وأخذ الباشا يخاطبنا فيه وفيها.

الباشا :

يا حبذا لو عدنا من حيث أتينا، وكنا مطلقين لا لنا ولا علينا، وكيف يكون شأن القاضي أو الحاكم إذا كان هذا منظره وذاك مركبه أمام أعين العامة، وهل حكم الناس يوما بغير أبهة الحجاب وعظمة المناظر وفخامة المواكب، وقد كان الحاكم أو القاضي لا يركب في عصرنا إلا في موكب تحف به الحشم والأعوان، وتتقدمه الجنود والفرسان، فترتجف منه القلوب رعبا، وتخر له الأعناق رهبا، وقل من يجترئ من الناس على ارتكاب ما يقفه أمامه يوما موقف التهمة والارتياب.

عيسى بن هشام :

ذاك عصر مضى وحكم انقضى، ولقد تفنن أهل العصور الماضية في وصف ما تذكره من منظر الأبهة والجلال وهيئة العزة والوقار؛ حتى أدخلها الشعراء في مخالصهم البديعة، كقول أبي الطيب في ممدوحه مثلا:

جمح الزمان فما لذيذ خالص

مما يشوب ولا سرور كامل

حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ

يته المنى وهي المقام الهائل

المحامي :

Shafi da ba'a sani ba