Hadisi Isa dan Hisham
حديث عيسى بن هشام
Nau'ikan
ولنرجع إلى شأننا فقد اتبعت آراءك وامتثلت نصائحك، وعرضنا أمرنا للجنة المراقبة فخرجنا منها بالخيبة كما ترى، فليس لنا بعد هذا التعب إلا الركون إلى راحة اليأس، ولم يبق لك بعد اليوم وجه في أي احتجاج وجيه توجهني به، وتسحبني معك للسعي والتظلم أمام الحكام.
عيسى بن هشام :
لا تيأس ولا تقنط فإن أمامنا محكمة الاستئناف ولي اعتماد عظيم على إنصافها في الأحكام، ولو خاب فيها الأمل، على الفرض والتقدير، فلا يزال عندنا باب العفو مفتوحا نلتمسه بوساطة ناظر الحقانية.
الباشا :
لا تذكر لي من الآن حاكما ولا ناظرا، فقد سئمت وقوفي أمام هؤلاء الغلمان والشبان مهما بالغت لي في الوصف واستشهدت فيهم بالشعر.
عيسى بن هشام :
ليس ناظر الحقانية الذي أذكره لك من صف هؤلاء الشبان وطرازهم، بل هو رجل كهل عاكف على العبادة منكب على الأوراد منصرف إلى الأذكار، يمسي ليله قائما، ويصبح نهاره صائما، فبين السبحة وأصابعه عهد وميثاق، وبين السجادة وجبهته ارتباط والتصاق.
وبالجملة فهو يذكرنا في هذا العهد الجديد بعهدكم القديم، وأبوه رجل من أكابر رجالكم اسمه حسن باشا المناسترلي.
الباشا :
حسن المناسترلي! ذاك خليلي وقريني، وصاحبي وخديني، ورفيقي في الخدمة وأخي في الحكومة، ولماذا لم تخبرني عن ابن أخي هذا من أول الأمر فتكون قد حقنت ماء وجهي، وأنقذتني من كل هذه الإهانة وذلك التحقير؟
Shafi da ba'a sani ba