120

Hadisi Isa dan Hisham

حديث عيسى بن هشام

Nau'ikan

عيسى بن هشام :

اعلم أن ما كان يعترض عليه عامة الناس في الأزمان الغابرة - ولا يزال بيننا إلى اليوم بقية منهم - من الأخذ بأسباب التوقي والاحتياط لدفع غائلة الطاعون لجهلهم بحقيقته وأسباب انتشاره هو الذي يحمينا اليوم من فتكاته وسطواته التي قصصت علي طرفا منها، وقد كان جمهور الناس في أزمانكم ينكرون هذه الوقاية ويسخرون منها.

الباشا :

قل لي بالله أية علاقة بين إحراق الثياب، وتلك الوخزة التي تأتي بالأجل، وأي ارتباط بين هذا البخور وحمى الطاعون، اللهم إلا أن يراد به تلطيف أمزجة الجن.

عيسى بن هشام :

لا يفوتنك أن كثيرا من الحقائق كانت مكنونة في خفاء الجهل عند عامة الناس لاختصاص بعض الأفراد بالعلم، ولبعد تناوله على بقية الطبقات، فلما انتشر العلم وأضاء برهانه كشف للناس ما كان مكنونا عنهم، وأظهر من العلل والأسباب ما كانت تقف دونه الأفكار حيرى، فإن كان الناس في زمانكم يعتقدون أن الطاعون من وخزات الجن برماحها، وأن لا شيء يقوى على رد تلك الرماح الخفية عن العيون، فإن البحث أوصلهم اليوم إلى اليقين بأن للطاعون جنودا لا تدركها العيون المجردة، وأن لها وخزا خفيا دونه وخز الأسنة وعوالي المران،

3

ولكنهم استعانوا بالعلم فصنعوا آلة تجسم الأشياء الدقيقة وتعظمها، وتبرزها مرئية للعين فوقفوا بها على حقيقة تلك الجنود، واستنبطوا طرق الوقاية منها فتدرعوا بها لدفع أذاها ورفع غائلتها.

الباشا :

وماذا تجدي الوقاية والحذر من القضاء والقدر؟

Shafi da ba'a sani ba