وتمر أيام وتهمس الست عيشة في أذن أحمد أفندي إسماعيل: العين بصيرة واليد قصيرة يا أحمد أفندي.
ويفهم أحمد أفندي، ولا يقيم بالقاهرة إلا ريثما يحصل على إجازة من وظيفته، ويقصد إلى القرية يبيع فدانين ويأتي، فلا يقصد إلى بيته وإنما يقصد إلى الست عيشة في السر دون أن يحس أحد، ويضع في يدها ثمن الفدانين ليستعين به مجدي على شأنه، ويشتري الهدايا أمام الناس، ويقدم المهر، ويشتري لنفسه ملابس أيضا. ويرد الدين بعد ذلك حين يفرجها الذي لا تغفل له عين.
وما إن استقر المبلغ في يد الست عيشة حتى انقطعت عن زيارة أحمد أفندي علي إسماعيل، وأمرت ابنها هو أيضا أن ينقطع فانقطع. وحين قصد إليها أحمد أفندي علي إسماعيل وسألها: خير يا ست عيشة.
قالت في خبث: الامتحانات يا سي أحمد أفندي. - وأنت أيضا عندك امتحانات؟ - أقعد إلى جانبه وأشوف طلباته.
وينصرف أحمد أفندي إسماعيل، وتقوم الست عيشة إلى قريبها الثاني توفيق أفندي عبد المطلب، وهو موظف أكبر قليلا من أحمد أفندي علي إسماعيل، فمرتبه ثلاثون جنيها، ويملك أيضا أكثر مما يملك أحمد أفندي علي إسماعيل؛ فهو يملك ثمانية أفدنة. - العواف يا سي توفيق. - العواف يا ست عيشة. - كيف حالك يا ست أم إبتسام؟ - نحمده يا ست أم مجدي. - عذبني ابني مجدي يا ست أم إبتسام. - خير يا أختي. - لقد جئت خصيصا لأجعل سي توفيق يكلمه. - أنا تحت أمرك يا ست عيشة. - الولد يا سي توفيق يرفض الزواج من بنت سي أحمد. - وكيف؟ - الظاهر أنه شايف حاجة ثانية. - هل تظنين هذا؟ - الحقيقة هو قال لي إنه حط عينه على ...
وتبتسم عيشة أم أمين ويفهم سي توفيق وتفهم ست أم إبتسام، ويصمت الرجل وتتكلم الست: على من يا ست عيشة؟ - لا حول ولا قوة إلا بالله. ماذا أعمل يا سي توفيق، أنا مرتبطة مع أحمد أفندي علي إسماعيل؟
ويتنحنح توفيق أفندي عبد المطلب الإبياري ويقول: أظن أن مركزي حرج جدا يا ست عيشة.
وتكمل الست أم إبتسام: صحيح ماذا يمكن أن يقول؟
وتطرق عيشة أم مجدي وتقول: لك حق يا سي توفيق ... خلي هذه المسألة علي ... فقط ... وأمعنت في إطراقها.
وقال توفيق أفندي: فقط ماذا يا ست عيشة؟ - الولد مصمم على أن أخطب له إبتسام ...
Shafi da ba'a sani ba