ح :
روح الثورة بركة ويمن، إنها تحفظ في الأمة روح المقاومة، فلا تستكين ولا تذل، أما الشباب فيخدع من يعتقد أنه سن الشباب، إن ما يدعونه الشباب إنما هو الدور الذي تتكون فيه روح الشباب في الإنسان لتستمر مدى الحياة، ولا تخبو نار شباب حسن تكوينه، وأما ثورتك على أبيك ففيها رحمة به وبر، بعد أن تعذر إقناعه بالعدول عن الاستهتار بشئون الرعية وعن اتباع أقوال المغرورين من الخونة المتآمرين لمصلحة المسيطر الطامع اللئيم، وإليك الآن تفسير حلم أبيك؛ فالثورة قائمة ولا بد، وهذا ما رمز إليه الأسد، وإنك قائدها بلا ريب، ويداك وقد ظهرتا في الخلاء هما اللتان تحفظان على والدك حياته، فتكتفي الأمة بخلعه، وهذه هي الحفرة، وتكون أنت الملك، وهذا ما يعنيه ردك لأبيك باليد الأخرى، فكن برا بأبيك متى ظفرت، فتصبح البار بوطنه وبأبيه.
و :
ومن يكونون هؤلاء الذين يدبرون الثورة؟ وكيف ألتقي بهم؟
ح :
غدا أجمعك بهم، وفي مثل هذا الموعد، فإلى اللقاء.
الفصل الثالث عشر
قال الراوي: كاد الملك يتنبه لواقعه، وهو أمام نافذة القصر، وكاد يعود لذاته في اضطرابها مما حدث، لولا أن ذكرى عودة الشيخ الحكيم الوقور قد أبقته في مقعده في الحديقة، يتخيل نفسه بين يديه وليا للعهد، يستعجل لقاء من يدبرون الثورة على أبيه الملك.
كان وصول الشيخ قبل الموعد الذي سبق وقرر، فقطع على ولي العهد بهذه المفاجأة سلسلة تخيلاته وتصوراته، وبادره بقوله: كيف كانت ليلتك أمس يا صاحب السمو؟
و :
Shafi da ba'a sani ba