وفي «شرح التسهيل» لأبي حيان: «كل ما كان لغة لقبيلة قيس عليه».
15
وهكذا كل قراءات القرآن حجة، وكل ما كان لغة لقبيلة قيس عليه؛ أي استعمل مثل استعمالها له، «والأخذ بالأقل استعمالا وشيوعا، والأضعف قياسا، سائغ عند الاحتياج إليه في سجع»، وكذلك منذ القرن الرابع الهجري، وقبل الجنون بالسجع، يقول ابن جني:
16 «فأما إن احتاج إلى ذلك «في شعر أو سجع، فإنه مقبول منه غير منعي عليه»، وكيف تصرفت الحال فالناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطئ، وإن كان غير ما جاء به خيرا منه.» فهل ترون يا قوم، أن جدوى هذا السجع خير من تخفيف بلايا هذا الاضطراب عن الصغار، وخزايا الافتضاح عن الكبار، على ما صرخت به وزارة المعارف قائلة: «إن المعلمين والمتعلمين يبذلون جهدا كبيرا ووقتا طويلا في تعليمها وتعلمها، ولا يصلون بعد هذا كله إلى نتائج تتفق مع ما يصرف من زمن وجهد.» ومع ذلك إن قعد بنا الجمود إلى هذا الحد عمدنا إلى المحلل، فوعدناكم ووعدناهم أن نسجع عندما نستعمل مذهبا مخففا، ولغة ميسرة، ولله الأمر!
لكن اطمئنوا إلى أنا لن نلم بشيء يؤثر على الفصاحة، مما ارتفعت عنه لغة قريش، من عنعنة وكشكشة وكسكسة وتضجع وعجرفية وتلتلة ... إلخ.
هذه أصول النحاة أنفسهم ومآخذ قواعدهم المنصوصة، ننظر بها في تذليل ما بعد صعوبة الإعراب في الفصحى، بادئين بالنظر في: (12) اضطراب الإعراب
إذ كثرت - فيما نعلم - الاستثناءات في الأفعال والأسماء جميعا، فاتسعت بذلك الهوة بين لغة الحياة ولغة التعليم ووجدت الصعوبة.
وننظر في هذه الاضطرابات وأقوالهم فيها فنرى: (أ)
الأسماء البضعة - الخمسة أو الستة - والمشهور منها يعرب بالأحرف أو بالحركات الممطولة المشبعة ... إلخ، وهو في كل حال يختلف عن معتاد الإعراب بالحركات القصيرة، والنحاة يعربونها بالحركة القصيرة المعتادة، فيقولون: «أبك» ... كما أنهم قد يجعلونها من المقصور الملازم للألف في الأحوال كلها، ومن بني الحارث من ينطقها بالوجه الأول، وهم الذين يقصرونها كذلك.
17
Shafi da ba'a sani ba