فلسفة حملت القدماء على أن يفترضوا ويعللوا، ويسرفوا في الافتراض والتعليل.
والثاني:
إسراف في القواعد، نشأ عنه إسراف في الاصطلاحات.
والثالث:
إمعان، في التعمق العلمي، باعد بين النحو وبين الأدب. (ص5-6).
وننظر في هذه الأسباب، فنجد أن: فلسفة القدماء في النحو لها نظائر في الدراسات اللغوية عند الأمم المختلفة، وليس العيب في التفلسف، وإنما العيب أن يكون التفلسف، في الكتب المدرسية التعليمية، على أنا مع هذا قد رأينا أن ما برمت به اللجنة من آثار هذه الفلسفة لم يكن موضع عناية، وكانت ملاحظة حازمة من أحد المفتشين تكفي في وقاية شره، كما أشرنا في الإعراب التقديري والمحلي، وألقاب الحركات، وما فيها من مظاهر هذه الفلسفة.
وأما الإسراف في القواعد وما نشأ عنه من إسراف في الاصطلاحات، فقد رأينا من اقتراحات اللجنة نفسها أن الذنب فيه ليس ذنب النحويين، لكنه شيء اقتضته أو اقتضت أكثره طبيعة اللغة وسعتها، وأشياء في كيانها، نوفيها في البحث النظري بعد، وآية ذلك ما رأيناه من عدم استطاعة اللجنة نفسها التخلص من شيء يذكر في هذه الاصطلاحات، إلا بترك الموضوع وإغفال واقع اللغة ونقص ما يعرفه منها المتعلم.
وأما المباعدة بين النحو والأدب، فشيء يتصل بطريقة الدرس وخطته الفنية، ويكفي فيه - كما أسلفنا - توجيه حازم من الرقابة على المدرسين، ثم إن الوصل بين النحو والأدب لا يؤثر في كثرة القواعد، ولا في تشعب الاصطلاحات، وإن هون في تجرعها، وخفف بعض وقعها على المتعلمين، لكن الأزمة بعد ذلك كله باقية. •••
والذي يبدو لي أن اللجنة بعدما بدأت في تقريرها بالنظر إلى الناحية الاجتماعية والاهتمام بها عادت إلى صعوبة النحو في القواعد وفي المعلمين، تاركة الحياة الواقعة وأثرها في ذلك كله، ولو ظلت تنظر إلى المشكلة من حيث صلتها بالحياة لرأت - فيما أرجح - غير هذه الأسباب، ولبدا لها أن أسباب هذه الصعوبات في الحقيقة إنما هي ثلاثة أخرى:
الأول:
Shafi da ba'a sani ba